"لا يوجد مبرر عسكري لهدم ما هو أنقاض بالفعل". كلمات ثقيلة، تخرج من فم رئيس سابق، لطالما حاول التوازن في منطقةٍ تبحث عن الاعتدال.
في توقيتٍ مثقلٍ بالدمار، كسر باراك أوباما صمته، موجّهًا سهام نقده إلى العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة في غزة.
صوتٌ بدا وكأنه ضميرٌ تأخر، لكنّه حضر في لحظةٍ شديدة الرمزية.
من دبلن، بعيدًا عن ضجيج المنطقة، وفي مشهد سياسي نادر، تحدث أوباما بوضوح، محذرًا من تجاهل الكارثة الإنسانية في القطاع.. ثم دعوة لحلّ يعيد الأمل بقيام دولة فلسطينية، تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل.
كلامه لم يكن مجرد تعاطف، هو إدانة ضمنية لسياساتٍ طالما دعمتها واشنطن، وهو الرئيس الذي جلس على العرش ذاته.
الانتقاد لم يقتصر على الآلة العسكرية الإسرائيلية..
أوباما وجّه أصابع الاتهام لنتنياهو مباشرة، مشيرًا إلى خلافٍ طويل بينهما، وإلى "لعبة سياسية قذرة"، كما وصفها، يديرها بعض القادة للحفاظ على سلطتهم، من خلال تكريس الانقسام بين "نحن" و"هم".
الرسالة كانت واضحة: لا أحد بريء تمامًا في مأساة غزة.
حتى حماس، لم تسلم من وصفه بـ"النهج الخبيث"، الذي يعرّض حياة الفلسطينيين للخطر، ويُغرقهم في دائرة انتقام لا تنتهي.
في الوقت ذاته، كان قادة العالم يجتمعون في نيويورك..
وفي غزة، كانت العائلات تُهجَّر، والمباني تنهار، والقلوب تُحطم.
أرقام الأمم المتحدة تتحدث عن مئات الآلاف من النازحين، ولا نهاية في الأفق.
رسائل أوباما قد لا توقف الحرب، لكنها تعيد طرح السؤال: أين يقف العالم؟ وأين يقف الضمير الإنساني، حين يصبح الأطفال وقودًا لصراعٍ بلا أفق؟.