لم يكن اجتماع القادة الغربيين في كييف عقب يوم النصر في موسكو مجرد مصادفة في الروزنامة السياسية ففي الوقت الذي كانت فيه موسكو تحتفل بذكرى "النصر العظيم"، اختار الغرب أن ينقل بؤرة الضوء إلى كييف.
كير ستارمر، إيمانويل ماكرون، فريدريش ميرتس، دونالد تاسك، جميعهم شاركوا في الزيارة إلى كييف في أول مرة يسافر فيها قادة الدول الأربعة معا إلى أوكرانيا، حيث تم استقبالهم من قبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وعقدوا اجتماعًا لمناقشة سبل تعزيز الدعم لأوكرانيا..
وفي بيان مشترك، دعا القادة الأربعة إلى جانب الولايات المتحدة، روسيا إلى وقف إطلاق نار شامل وغير مشروط لمدة ثلاثين يومًا، بهدف إتاحة الفرصة أمام مفاوضات جادة نحو سلام عادل ودائم إلا أن ما جرى خلف الكواليس لم يكن أقل أهمية إذ صرح المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقابلة مع صحيفة بيلد، أن روسيا "ستواجه عقوبات أكثر صرامة" إذا رفضت المبادرة الغربية.
في المقابل، وقبل يوم واحد فقط كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحتفل في موسكو بيوم النصر، في استعراض عسكري أراد من خلاله إيصال رسالة واضحة للعالم مفادها أن روسيا ليست معزولة وقد شارك في الفعالية الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى جانب نحو عشرين زعيمًا أجنبيًا آخرين، ما أضفى على الحدث بعدًا جيوسياسيًا إضافيًا.
وفي حديث لشبكة ABC أشار المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف إلى أن أي وقف لإطلاق النار لا يمكن أن يتم دون وقف المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا.
أما على الجانب الأمريكي، فتسعى إدارة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، إلى إرساء تسوية تنهي الصراع وفي تحذير لافت لوّح ترامب بإمكانية فرض عقوبات على الطرفين في حال استمرار التعنت في المواقف وغياب إرادة التفاوض.