في ليبيا المضطربة حيث النفط شريان الاقتصاد، وحجر الزاوية للتوازن الهش .. هددت مجموعات غاضبة من مدينة الزنتان بإغلاق خط أنابيب نفطي يربط بين شمال وجنوب البلاد بعد اختطاف العميد مصطفى الوحيشي مدير إدارة الأمن المركزي بجهاز المخابرات. الوحيشي الذي يعد من أبرز الشخصيات الأمنية في المدينة اختفى في ظروف غامضة منذ خروجه من عمله في العاصمة طرابلس، الأسبوع الماضي، والغموض يلف مصيره، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن اختفائه إلا أن اتهامات وُجّهت نحو مسؤولين حكوميين في طرابلس.
وأمام هذا الغموض قامت مجموعة مسلحة من الزنتان باقتحام صمام الرياينة النفطي مهددة بإغلاقه ما لم يُفرَج عن العميد فورًا.
صمام الرياينة يمثل شريانًا رئيسًىا للنفط الليبي، إذ يربط حقلي الشرارة والفيل النفطيين بمصفاة الزاوية التي تعتمد عليه لتكرير نحو 350 ألف برميل من النفط الخام يوميًا ما يعادل حوالي ثلث الإنتاج الليبي.
وفي تصعيد إضافي أقدم محتجون على قطع الطرق المؤدية إلى الزنتان معلنين عن استعدادهم للتصعيد، ومواصلة الاحتجاج حتى الكشف عن مصير الوحيشي وإطلاق سراحه.. يأتي هذا التهديد في وقتٍ حساس، إذ إن توقيف العمل بالمنشآت النفطية في ليبيا بات سلاحًا بيد المحتجين والمطالبين بتحسين الظروف المعيشية أو تحقيق مكاسب سياسية.