إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
في زاوية بعيدة من الساحل السوري، كانت الطائرة الأخيرة تُقلع من مدرج مطار حميميم، بينما تتوارى خلفها سنوات من النفوذ العسكري الروسي في سوريا، لكنها لم تكن مجرد رحلة عادية، بل جزءًا من مشهد أكبر يتمثل بانسحاب تدريجي وتسليم المطار لدمشق.
مصادر مطلعة أكدت لـ"إرم نيوز" أن روسيا بدأت فعلياً ترتيبات إعادة مطار حميميم المدني إلى الحكومة السورية، بعد مفاوضات امتدت لأشهر، كانت موسكو تماطل خلالها بحجة "الوضع الأمني"، لكنها اليوم تغير خطابها بهدوء.
ومع تراجع الحضور العسكري الروسي وتقلص عملياته الجوية، بات واضحا أن القاعدة الجوية التي مثلت شريان السيطرة الروسية منذ 2015، تتهيأ للإغلاق التدريجي أو التحجيم، يحدث هذا تزامنا مع كلام المستشار الروسي السابق رامي الشاعر الذي صرح علنا بأن الاهتمام الروسي بات منصبا على قاعدة طرطوس ذات الطابع اللوجستي البحري، وليس حميميم الجوية.
أما اللاجئون الذين تكدسوا في القاعدة خلال الأشهر الماضية، فلم يكونوا سوى جزء من فصل جانبي في القصة الكبرى، فروسيا لم تعد مهتمة بالملف الإنساني، ولا حتى بالوجود العسكري الميداني كما كان في السابق، وفق مراقبين، ما قد يترك فراغا أمنيا حساسا في الساحل السوري، خاصة مع هشاشة الوضع المحلي وغياب الثقة بقدرة القوات الحكومية على حفظ الاستقرار دون الغطاء الروسي.
اليوم، يتجه مطار حميميم نحو تحول جذري من بوابة جوية روسية إلى مطار سوري بامتياز، خطوة تبدو إدارية في ظاهرها، لكنها تعكس تغييرا عميقا في خريطة النفوذ والسياسة الروسية في سوريا.