كشفت دراسة علمية حديثة عن تحديد أقدم تصوير معروف لنشأة الكون على كأس فضية عُثر عليها في الضفة الغربية ويعود تاريخها إلى أكثر من 4300 عام.
وتبين أن القطعة الصغيرة، التي لا يتجاوز ارتفاعها ثلاث بوصات تحمل رؤية الإنسان القديم للخلق قبل آلاف السنين من ظهور أشهر الأساطير المعروفة.
وتشير الدراسة المنشورة في مجلة إكس أورينت لوكس إلى أن الكأس، المعروفة باسم "كأس عين سامية"، منقوشة بمشاهد أسطورية دقيقة تتضمن ثعابين، وكائنات خيالية، ورموزا سماوية، إضافة إلى ما يسمى بـ"قارب النور" الذي كان يُعتقد أنه ينقل الشمس والقمر عبر السماء لتفسير تعاقب الليل والنهار. الباحثون يؤكدون أن هذه النقوش تمثل انتقال الكون من الفوضى الأولى إلى النظام الكوني.
وتكشف النقوش عن مشاهد مزدوجة، إذ يصوّر أحد وجهي الكأس جذعا بشريا يمسك بسعف نخيل متشابك مع جسدي ثورين، فيما يطفو الثلاثة فوق شمس صغيرة في مواجهة ثعبان ضخم.
أما الوجه الآخر، فيعرض شخصيتين تحملان جسما هلاليا يُرجّح أنه يمثل الشمس والقمر، فيما يظهر الثعبان ذاته مهزوما أسفل المشهد، في إشارة رمزية إلى انتصار النظام على الفوضى.
وأوضح الباحث المشارك دانييل سارلو أن الكأس تقدّم رؤية مختلفة عن روايات الشرق الأدنى القديمة التي غالبا ما تمتلئ بصراعات دموية بين الآلهة، مشيرا إلى أن هذا الاكتشاف يسبق ملحمة "إنوما إليش" البابلية بأكثر من ألف عام، ما يجعله أقدم سجل بصري معروف لفكرة الخلق في التاريخ البشري، حيث يرى الفريق البحثي أن هذه القطعة تمثل تحولا مهما في فهم المعتقدات الكونية لدى الشعوب القديمة.
ورغم العثور على الكأس عام 1970 داخل مقبرة في جبال يهودا، بقيت معروضة في متحف إسرائيل دون أن يُدرك أحد أهميتها الحقيقية، إلى أن أعاد الباحثون تحليلها أخيراً، ليكتشفوا أنها تحمل بدايات أول تصوّر بشري عن الكون.