logo
"من الإبادة إلى القيادة".. ماذا تعرف عن رواندا التي تخيف جيرانها؟
فيديو

"من الإبادة إلى القيادة".. ماذا تعرف عن رواندا التي تخيف جيرانها؟

24 أغسطس 2025، 4:35 م

من مذابح الإبادة إلى قوة إقليمية صاعدة.. رواندا، الدولة الصغيرة التي شهدت قبل 30 عاماً واحدة من أسوأ المذابح في تاريخ البشرية، أصبحت اليوم لاعباً يفرض وجوده في قلب القارة الإفريقية.

بعد أن فقد نحو 800 ألف شخص حياتهم في إبادة التوتسي والهوتو عام 1994، أعادت  رواندا بناء مؤسساتها، وطوّعت ذكريات الماضي الدموي لتظهر للعالم نموذجاً للانضباط والتنمية، لكن خلف هذه الصورة المثالية، ثمة زوايا مظلمة.

ففي شرق الكونغو، تُتهم كيغالي بدعم حركة المتمردين "إم 23"، الذين سيطروا مؤخراً على مدينة غوما، تاركين وراءهم فوضى، نزوحاً لمئات الآلاف، وشاحنات عسكرية محترقة.. تقارير حقوقية تقول إن جنوداً روانديين شاركوا في القتال، رغم نفي الحكومة، ما يفتح الباب لتهم بالجرائم ضد الإنسانية.

أخبار ذات علاقة

عرض للجيش الرواندي

من الضحية إلى الجلاد.. كيف تحوّلت رواندا إلى قوة إقليمية "صاعدة"؟

 ماذا وراء هذا التدخل العسكري؟.. المعادن النفيسة مثل الذهب والكولتان، الضرورية لصناعات التكنولوجيا الحديثة، وتحويلها إلى أرباح ضخمة عبر شبكات تجارية دولية.. اتفاق السلام الأخير مع الكونغو، الموقّع بوساطة أمريكية، يزيد الشكوك حول نوايا رواندا الاقتصادية والسياسية.

وفي الداخل، المشهد مزدوج.. العاصمة كيغالي صارت نموذجاً للمدن النظيفة والآمنة، لكن صوت المعارضة يختنق أمام سياسات بول كاغامي، الذي يتهمه خصومه بالاستبداد.

على الصعيد الإقليمي، الجيش الرواندي أصبح قوة محترفة، مدربة على أيدي الأمريكيين والصينيين، وشارك في عمليات طرد مقاتلي داعش وتأمين مشاريع الغاز الكبرى، كما أسهم في بعثات حفظ السلام الأممية، ليقدم نفسه كخيار موثوق للغرب وإفريقيا بدل المرتزقة الروس.

المفارقة الكبرى.. دولة كانت ضحية التطهير العرقي، أصبحت اليوم لاعباً يثير الخوف في المنطقة.. بين مطامع الموارد وذكريات الماضي الدموي، يبقى مستقبل شرق الكونغو معلقاً، وانتظار العالم يتركز على مدى استعداد رواندا للتخلي عن إستراتيجيتها الهجومية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC