الولادة بلا قابلة أو طبيب والاعتماد على الحدس فقط لمعرفة صحة الجنين، وضرب كل ما توصل إليه العلم عرض الحائط.. هذا ما تروج له سيدتان أمريكيتان بدعوى "العودة إلى الطبيعة" و"استعادة الحكمة الأنثوية" وتحت عنوان "الحمل الوحشي" ..
إميلي سالدايا ويولاند نوريس-كلارك تروجان عبر منصات التواصل لفكرة أن جسد المرأة قادر على خوض تجربة الحمل والولادة دون رعاية طبية حيث تبيعان دورات وبرامج "إرشاد حدسي" تصل كلفتها إلى 12 ألف دولار، إضافة إلى أدلة مصورة حول الولادة المنزلية دون قابلة أو إشراف متخصص..
تحقيق استقصائي أجرته صحيفة ذا غارديان كشف أن هذه الحركة تحولت من فلسفة "طبيعية" إلى صناعة ضخمة بلغ عائدها أكثر من 13 مليون دولار منذ عام 2018 حيث تدير المؤثرتان مجموعات مغلقة على إنستغرام وتيك توك، تضم آلاف النساء اللواتي يبحثن عن تجربة مختلفة ومع تراجع ثقة كثير من النساء بخدمات رعاية الأمومة بسبب الإهمال الطبي وجدت هذه الحركة بيئة خصبة للنمو لكن الصادم في القصة أن التحقيق يوثق 48 حالة ولادة انتهت بوفاة الجنين أو إصابات خطيرة للأمهات في دول عدة ورغم هذا الكم من الحالات وشهادات النساء أكدت السيدتان أن محتواهما "تعليمي فقط"..
يشدد الأطباء على أن الانتقادات الموجهة للمنظومة الصحية وإن كانت محقة أحياناً لا يمكن أن تكون مبرراً للتخلي عن الفحوصات الأساسية، إذ إن كثيراً من المضاعفات الخطيرة لا يمكن اكتشافها بالحدس أو "الطاقة"، بل تحتاج إلى أجهزة وتحاليل قد تنقذ حياة الأم وطفلها بينما تتزايد الدعوات لفرض رقابة قانونية على هذا المحتوى بعد انتشار هذه الظاهرة بشكل واسع في دول مثل أمريكا وكندا وفرنسا والهند وبريطانيا.