في مقابلة حصرية مع صحيفة نيويورك تايمز، تحدث زكريا الزبيدي، للمرة الأولى بعد إطلاق سراحه من السجن، كاشفًا أسرارًا ومشاهد من حياة استثنائية، صاغت صورة رجل فلسطيني ألهم آلاف الفلسطينيين، وأرعب إسرائيل لعقود.
الزبيدي، الذي كان قائدًا لتشكيل مسلح في جنين، وابتكر معركةً فريدة ما بين السلاح والمسرح، خرج أخيرًا من زنزانته ليواجه واقعًا جديدًا مختلفًا عما حلم به طوال سنواته في السجن.
حين أُطلق سراحه في فبراير الماضي، خرجت رام الله، والضفة الغربية، في احتفالات هيستيرية، رافعين اسمه كبطلٍ من أبطال المقاومة، بينما هو بنفسه بدأ يتساءل: ماذا حققت كل هذه الكفاحات؟ وماذا بقي من حلم دولة فلسطينية حقيقية؟.
الزبيدي لم يكن مجرد مقاتل، بل كان رجل مسرح أسس "مسرح الحرية" في جنين، الذي كان أملًا لإضافة بعد ثقافي لصراع عمره عقود، لكن في حديثه مع نيويورك تايمز، قال بصراحة غير متوقعة: "جربنا البندقية، جربنا المقاومة الثقافية، لكن لا يوجد حل. علينا إعادة النظر في أدواتنا".
يكشف الزبيدي عن أثر السجن القاسي عليه، إذ فقد أسنانه وفكه، وقال إن الضربات لم تتوقف خلال فترة اعتقاله الأخيرة.. لكنه رغم ذلك لا يفقد الأمل في البحث عن مخرج.
الحياة التي عاشها بين السلاح، المسرح، والهروب الأسطوري عبر نفق من السجن، كلها لم تثمر سوى ألم وخسائر، منها فقدان ابنه في غارة إسرائيلية.
الزبيدي اليوم يمثل حالة فلسطينية معقدة، تعكس الشعور باليأس والإحباط، لكن في قلبه ما زال يبحث عن أفق جديد لفلسطين.
وختم حديثه بسؤال يطرح نفسه على الجميع: "ما الحل؟ هل نستمر بالأدوات نفسها، أم نبحث عن طرق جديدة؟".