logo
ترامب.. عهد جديد من السيطرة
فيديو

"في قلب البيت الأبيض".. كيف يعيد ترامب تشكيل سياسة أمريكا؟

11 نوفمبر 2024، 2:13 م

هل يتّجه البيت الأبيض نحو عهد جديد من السيطرة؟ الرئيس المنتخب دونالد ترامب يعيد رسم السياسة الأمريكية بيد من حديد، مثيرًا قلق خصومه واهتمام حلفائه. من مقرّه في فلوريدا، يعمل على تشكيل حكومته، مُظهرًا تصميمًا قويًّا على فرض نفوذه، وقد يعيد ترتيب توازنات القوى في واشنطن والعالم.

منذ إعلان فوزه، يتبع ترامب نهجًا جديدًا في التعاطي مع السلطة، مستغلاً وسائل التواصل الاجتماعي لتوجيه رسائل واضحة حول التزامه بتوسيع نفوذه، كما يوجّه إشارات ضمنية إلى الجمهوريين في الكونغرس، مفادها أنهم إما معه أو ضده؛ مما يجعله أشبه بختم موافقة على سياساته أكثر من كونه شريكا في صنع القرار.

في تعييناته الرئيسية، يعزز ترامب الولاء الشخصي كمعيار أساسي، متجهاً نحو شخصيات تنسجم مع رؤيته، حتى لو تطلّب ذلك تجاوز الكفاءات التقليدية لصالح الولاء المطلق، وهو ما يثير تساؤلات حول تأثير هذه القرارات على التوازن بين السلطة التنفيذية والمؤسسات المستقلة.

وعلى الساحة الدولية، يواجه ترامب ردود فعل متباينة من القادة الأجانب، حيث يسعى بعضهم للتقرب منه، بينما يترقب آخرون بتوجس تأثيراته المحتملة على توازنات القوى، خصوصاً أن بعض قراراته السابقة لم تتماشَ مع السياسة التقليدية في دعم الحلفاء مثل الناتو وحماية تايوان.

تحالف ترامب مع إيلون ماسك، الذي يمتلك عقوداً ضخمة مع الحكومة، يعكس تضارباً في المصالح، وقد يؤثر على قرارات ترامب تجاه قضايا حساسة كالصراع الأوكراني، مما يعزز من نفوذ ترامب، ويرسل رسائل متباينة لحلفائه وخصومه.

القادة الأجانب يتقربون بحذر عودة ترامب لنهج السياسة المتقلبة، وسط تساؤلات حول استعداد أوروبا لرعاية مصالحها دون الاعتماد على المظلة الأمريكية، كما عبّر الرئيس الفرنسي ماكرون عن القلق من عودة هذا النمط غير المألوف من القيادة.

لكن خلف هذه التحركات الصارمة، يُرجح أن ترامب يعمل على إعادة صياغة دور السلطة التنفيذية بشكل جوهري، ليصبح الرئيس ليس مجرد قائد، بل فاعل أساسي يتجاوز أدوار المؤسسات التقليدية، فقد تكون إستراتيجية ترامب مبنية على إضعاف دور بعض المؤسسات المستقلة أو حتى تجاوزها، لضمان استمرارية توجهاته دون معارضة تُذكر، خاصة في القضايا التي يرى فيها أولوية مطلقة.

هذا التحول يعكس رؤية ترامب لقيادة ذات طابع شخصي تتجاوز الأعراف الديمقراطية التقليدية، وهو ما قد يؤسس لحقبة جديدة من السيطرة الرئاسية في واشنطن، ما يضع العالم كله على أعتاب عهد جديد.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC