في تطور مفاجئ يعيد خلط أوراق التفاوض النووي، دخلت ألمانيا بقوة على خط المحادثات مع طهران، مهددة باستخدام “آلية السناب باك” لإعادة فرض العقوبات الأممية السابقة على إيران..
هذه الآلية التي تنص عليها الاتفاقية النووية الموقعة عام 2015، تمنح الدول الموقعة حق إعادة تفعيل العقوبات بشكل تلقائي، إذا اعتبرت أن طهران خرقت التزاماتها النووية.
التهديد الألماني لم يأتِ من فراغ، بل يأتي في ظل تعثر المحادثات واستمرار طهران في تخصيب اليورانيوم بمستويات تثير قلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفيما تفضل فرنسا التشدد، وتتماهى بريطانيا مع الموقف الأمريكي، فإن برلين التي طالما لعبت دور الوسيط “العقلاني”، بدت اليوم أكثر حدة.
وتعكس هذه اللهجة الجديدة تحولاً في المزاج الأوروبي، حيث بات الصبر على طهران ينفد مع كل جولة مفاوضات غير مثمرة كمان أن ألمانيا بثقلها الدبلوماسي والاقتصادي في الاتحاد الأوروبي، تسعى اليوم لإرسال رسالة واضحة، لا اتفاق بلا التزام.
في ظل هذا التوتر، يبقى السؤال مفتوحاً، هل يعتبر تهديد برلين مقدمة لعقوبات فعلية تُعيد المشهد إلى ما قبل 2015؟ أم أنها مجرد ورقة ضغط في لعبة شطرنج على رقعة النووي؟
