logo
سوريا الجديدة على طاولة الكرملين.. ماذا تخفي زيارة الشيباني المفاجئة لموسكو؟
فيديو

سوريا الجديدة على طاولة الكرملين.. ماذا تخفي زيارة الشيباني المفاجئة إلى موسكو؟

31 يوليو 2025، 1:59 م

حلّ وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ضيفاً على موسكو لأول مرة ليبدأ معها أول فصول علاقة سورية-روسية بنكهة ما بعد الأسد..

زيارة لم تكن بروتوكولية فقط، بل بدت كـ"اختبار نوايا" بين طرفين يدركان أن المرحلة المقبلة تتطلب إعادة تموضع سياسي محسوب.

في اللقاء أبدى سيرغي لافروف رغبة روسيا لاستقبال الرئيس السوري أحمد الشرع في قمة عربية روسية مرتقبة في رسالة واضحة مفادها أن موسكو لا تزال راغبة بلعب دور فاعل في مستقبل سوريا.. لكن هذه المرة بلغة مختلفة، وأكثر واقعية.

لافروف شدَّد على دعم بلاده للحوار الوطني، ورفضها لتحويل سوريا إلى ساحة صراع إقليمي في ظل تنامي التدخلات الإسرائيلية في الجنوب السوري، خاصة في السويداء.

طرحت موسكو سلسلة من المبادرات منها مستشفى ميداني في الجنوب، وتعاون اقتصادي، ومبادرة لدعم مسار المصالحة مع الأكراد في الشمال الشرقي للبلاد، وحتى جهود لتخفيف العقوبات عن الشعب السوري..

كل هذه الخطوات كانت مدروسة، وتدلّ على محاولة روسية للظهور كـ"شريك متفهم"، لا كراعٍ حصري للسلطة كما في حقبة الأسد.

أما الشيباني فقد بدا حذراً لحساسية المرحلة، إذ أكد على رغبة بلاده بفتح صفحة جديدة مع موسكو قائمة على الاحترام المتبادل، مطالباً بدعم روسي لمسار العدالة الانتقالية، ومنتقداً الدور الإسرائيلي الذي يسعى، على حد تعبيره، إلى "تفجير الداخل السوري بورقة الأقليات" وتعهّد بعدم رغبة دمشق في استهداف الدروز في خطوة لطمأنة الداخل والخارج على حد سواء.

وراء الكواليس كشفت مصادر دبلوماسية روسية أن موسكو تتعامل مع زيارة الشيباني على أنها "جس نبض" أكثر من كونها تبنّياً مطلقاً، مؤكدة أن روسيا "لا تريد أن تُفهم كلاعب خاسر خرج من الحلبة" بل كمراقب إستراتيجي يعيد تقييم أوراقه.

الرسالة الأهم أن دمشق الانتقالية تفتح الباب لكن بحذر.. فالشراكة مع موسكو ليست مضمونة، بل مشروطة بتغير في الأداء واللغة.. إنها لحظة تقاطع مصالح لا التزامات دائمة.

والكرة الآن في ملعب الكرملين، فهل يتكيف مع سوريا جديدة لا تشبه تلك التي دعمها لعقدين، أم سيحاول إحياء نفوذه القديم بأدوات مختلفة؟

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC