في قلب دير بانونهالما العريق أحد أقدم مراكز التعلم في المجر والمصنف كموقع تراث عالمي من قبل اليونسكو تجري معركة صامتة لكنها مصيرية ضد عدو صغير وخبيث إنها خنفساء الصيدلية.
داخل جدران المكتبة التي تضم أكثر من 400 ألف مجلد وفقاً لصحيفة واشنطن بوست اكتشف فريق الترميم غزواً حشرياً خطيراً يهدد تاريخاً يمتد لقرون.. هذه الخنفساء التي تعشق الجيلاتين والنشا المستخدم في تجليد الكتب تسللت إلى الرفوف وبدأت تنخر في صفحات الماضي.
الاستجابة كانت سريعة..أكثر من 100 ألف كتاب يتم الآن إزالة كل واحد منها يدوياً ووضعها في صناديق خاصة محكمة الإغلاق لتخضع لعملية تعقيم قاسية باستخدام النيتروجين.. في بيئة خالية تماماً من الأوكسجين ستُحتجز الخنافس لستة أسابيع في محاولة يائسة لإنقاذ كنوز معرفية لا تقدر بثمن.
وحتى بعد القضاء على الحشرات لن تعود الكتب إلى رفوفها قبل فحصها وتنظيفها بعناية أما الكتب المتضررة فستُعالج لاحقاً بعمليات ترميم دقيقة.