في غزة، باتت الحياة معركة بقاء يومية، الأسواق خاوية، والمواد الغذائية شبه مفقودة، والمياه النظيفة تحوّلت إلى رفاهية لا تُتاح إلا للقليل، والنفايات تملأ الشوارع، والأمراض تنتشر في كل حيّ وزاوية.
على طرف أحد المخيمات، تبكي امرأة مسنة وهي تروي كيف تنتظر لساعات عند نقاط توزيع المساعدات، وغالبًا ما تعود خالية الوفاض وسط إطلاق نار وفوضى.
وبالقرب منها، يهمس هذا الرجل المسنّ بصوت متهدّج عن جوعٍ لم يعشه في حياته، وعن ليالٍ طويلة ينامها أحفاده دون طعام.
تقول الأمم المتحدة إن الوضع في غزة يتدهور بسرعة، مع تفاقم الجوع وسط استمرار العمليات العسكرية والانهيار الكامل في البنية التحتية.
في المستشفيات، الأطباء يعملون وسط العجز, أقسام كاملة توقفت، والوقود على وشك النفاد، والأدوية نادرة.
سوء التغذية يُنهك الأطفال، والرضّع يصلون إلى الطوارئ وقد فقدوا القدرة على البكاء، أحد الأطباء يؤكد أن الأجهزة الطبية مهددة بالتوقف في أي لحظة.
الأمهات يواجهن واقعًا قاسيًا، الولادات المبكرة تتزايد، والأطفال يولدون بأوزان منخفضة وبلا رعاية كافية، الجوع يضرب الأمهات والرضع معًا، في مشهد مؤلم يتكرر كل يوم.
بيان مشترك لأكثر من 100 منظمة إنسانية حذر من أن المجاعة بدأت فعليًا، وأن السكان ينهارون في الشوارع.
رغم ذلك، المعابر لا تزال مغلقة، والمساعدات محاصرة، فيما تواصل غزة انزلاقها نحو كارثة إنسانية شاملة... والعالم يكتفي بالمراقبة.