من سياسة تقشف صارمة خلال سنواته مع ليفربول، فاجأت إدارة النادي الجميع بتغيير جذري في نهجها المالي بعد رحيله بعام، حيث بدأت بإنفاق ضخم في سوق الانتقالات الصيفية الحالي؛ ما أثار علامات استفهام واسعة حول هذا التحول المفاجئ.
كلوب الذي رحل بداعي الإرهاق، رأى كثيرون أن قراره كان انعكاسًا للإجهاد الناتج عن صراع طويل مع مانشستر سيتي، الفريق المدعوم بقوة مالية هائلة والذي حصد أربعة ألقاب دوري متتالية، بينما لم يتمكن ليفربول في عهده من انتزاع سوى لقب وحيد. ونتيجة لهذا الفارق، طالما وُجهت الانتقادات لمالك النادي، جون هنري، باتهامات بالبخل؛ ما أجبر كلوب على الاعتماد على أهم نقاط قوته: تحقيق النجاحات بموارد محدودة.
أما آرني سلوت، فرغم البداية المتواضعة في صيفه الأول بميزانية لم تتجاوز 42 مليون يورو، وجد الهولندي نفسه هذا الصيف في قلب ميركاتو استثنائي، وصفه البعض بأنه الأكبر في تاريخ النادي. صفقات ضخمة على رأسها فلوريان فيرتيز، هوجو إيكيتيكي، ميلوس كيركيز، وجيريمي فريمبونج، كلفت النادي قرابة نصف مليار يورو، وهو ما يعادل تقريبًا نصف ما أُنفق خلال تسع سنوات تحت قيادة كلوب.
ومع هذا التغيير الجذري في نهج الإنفاق، يبقى السؤال الأبرز: ما الذي تغير داخل ليفربول؟
يرى الكثيرون أن هذا التحول لا يمثل تغييرًا جذريًّا عن السياسات السابقة، بل هو استمرار لنهج إدارة ليفربول التي تعتمد على تقديم دعم مالي كبير للمدرب الجديد في بداية مسيرته. فقد حصل كلوب نفسه على تمويل يصل إلى نحو 357 مليون يورو خلال أول ثلاثة مواسم، وهو مبلغ ضخم في ظل ظروف السوق حينها.
من ناحية أخرى، يُنظر إلى هذا الإنفاق الكبير على أنه مكافأة لآرني سلوت بعد نجاحه في قيادة الفريق للفوز بالدوري الإنجليزي، مستعينًا بتشكيلة كانت تعاني في نهاية عهد كلوب؛ ما أعطى الإدارة سببًا وجيهًا لفتح خزائن النادي بشكل موسع خلال هذا الصيف.
لكن يبقى السؤال الأهم: ماذا كان يمكن أن يحدث لو توافرت هذه القوة الشرائية الضخمة للمدرب الألماني؟