بعد أن أبدى المجلس العسكري حديث التشكيل في السويداء جنوب سوريا، قبوله الانفتاح على التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية في الشرق السوري، بدأت الأخيرة تحركاتها جنوباً، في تطور لافت قد يحمل معه تغيرات تقلب موازين اللعبة في سوريا.
المجلس العسكري الذي شُكل في السويداء والذي بات ينشط في العديد من قرى ريف المحافظة الجنوبية، مثل الغارية وبكا، يتشارك في مطالبه مع "قسد" فيما يتعلق بإقامة نظام فيدرالي لا مركزي في سوريا، وخلال تشكيله، تشارك الغزل غير المباشر مع قسد عبر انفتاحه للتعاون معها، ورفعه لشعار يشبه في تصميمه الشعار الذي تعتمده "قسد" مع اختلاف الألوان، ما فتح باب المقاربة أكثر بين الجانبين.
هذا التشكيل العسكري الذي يقوده طارق الشوفي، أكد على لسان مؤسسه بأنه "مشروع وطني سوري"، جاء هذا قبل معلومات حصل عليه موقع "إرم نيوز" تفيد بأن التقارب الحاصل بين قسد والمجلس العسكري في السويداء، وصل حد الدعم المادي المباشر من قبل قسد، حيث سبق هذا دعم في المواقف تجسد عبر نشر حزب "الاتحاد الديمقراطي" (pyd) ، وهو العماد العسكري لـ"قسد"، لفيديو إطلاق المجلس العسكري في السويداء على موقعه الرسمي، ووصف الإعلان بـ"التطور اللافت".
200 دولار لكل منتسب جديد لهذا المجلس في الجنوب السوري، هذا ما تقدمه "قسد" فورياً لكل متطوع، وهذا أيضاً فيما يخص الجنوب السوري فقط، فيما تقول المصادر إن نفس السيناريو يُخطط له في الشمال، حيث تحضر "قسد" آلاف العسكريين من جيش الأسد سابقاً وتحويهم في مناطق سيطرتها، تمهيداً لإرسالهم إلى مناطق قتال مختلفة، فيما تُقدر أعدادهم بـ 3000 مقاتل، يُرجح نقلهم للساحل السوري.
غزل متبادل بين الجانبين وصل حد الدعم المادي، وانقسامات تقلق الحكومة الجديدة في سوريا، يحدث هذا تزامناً مع تصريحات يحاول من خلالها نتنياهو الاصطياد في الماء العكر، بينما يتلخص المطلب الشعبي جنوباً على الأقل، بخلق حلول مع الحكومة الحالية، خوفاً من خطر التقسيم وتوسع الأطماع الإسرائيلية.