بدأت تل أبيب تروج لسيناريو غير مسبوق في علاقتها المستقبلية مع دمشق.. يدمج بين "السلام المؤجل" و"الاحتلال المؤجَّر".
الحديث يدور الآن عن اتفاق تطبيع محتمل أو على الأقل تفاهم أمني قد يرى النور قبل نهاية عام 2025 برعاية أمريكية من إدارة ترامب الساعية لتوسيع اتفاقيات أبراهام ولكن الجديد هذه المرة هو فكرة تأجير الجولان.
وبحسب ما كشفته صحيفة "معاريف" العبرية، فإن الخطة المطروحة تشمل اعتراف إسرائيل بالسيادة السورية على الجولان مقابل تأجيره لتل أبيب لعقود طويلة في إطار اتفاق دولي لا تزال تفاصيله غامضة.
مصادر إسرائيلية ترى أن الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع يشكّل ورقة رابحة في اللعبة كونه لا يحمل تاريخاً دموياً مع تل أبيب.. هذا يتيح للطرفين بناء "ثقة" من الصفر بل ويمنح إسرائيل فرصة ذهبية لا تُعوض.
ولكن ليست كل الطرق سالكة، فبحسب "معاريف" يواجه الشرع معارضة شرسة في الداخل توجه له تهمة "بيع الأرض الإسلامية لليهود" وهذه الاتهامات قد تعرقل السيناريو برمّته إذا ما خرجت إلى العلن في وقت مبكر.
الفكرة وإن بدت غريبة إلا أنها ليست جديدة تماماً.. ففي عهد رئيسيْ الوزراء السابقين إسحق رابين وإيهود باراك، ناقشت تل أبيب ودمشق سابقاً مقترحاً مشابهاً وصل إلى مراحل متقدمة قبل أن تنهار المفاوضات.. واليوم تعود الفكرة من جديد ولكن بزخم أكبر وظروف إقليمية مختلفة.
الأخطر مما سبق أن الصحيفة العبرية تزعم أن التنسيق الأمني بين الطرفين قائم بالفعل بشكل مباشر أو عبر وسطاء.. بل وتضيف أن غارة إسرائيلية أخيرة على خلية إيرانية قرب الحدود نُفّذت بعلم إدارة الشرع وصمتت عنها رغم اقتراب نيرانها من مشارف العاصمة.
هكذا، وبحسب "معاريف"، يتم التمهيد لـ"واقع جديد" في العلاقات بين البلدين قد يشهد خلال الأشهر المقبلة تحوّلاً دراماتيكياً طالما اعتُبر مستحيلاً.