تصاعدٌ مقلق في التوتر الأمني يشهده الساحل السوري.
حشودٌ عسكريةٌ تتدفّق تباعاً، وأرتالٌ تابعة للأمن العام مدججةٌ بالسلاح تصل ليلاً، تفتح باب الأسئلة مجدداً:
ماذا يُحضَّر هناك؟ ولماذا تعودُ وجوهُ المقاتلين الأجانب بعد سنواتٍ من الغياب؟
في القرداحة، وجبلة، وطرطوس.. تتركز التحركات، وتعلو أصواتُ الرصاص، وسط حديثٍ متزايد عن عودة شبح المجازر، كتلك التي هزّت المنطقة في مارس الماضي.
مشهد القرداحة ليس عادياً.
رتلٌ ضخم يدخل المدينة. ثم حادثة صادمة: شابان على دراجةٍ نارية، يُصدمان بسيارات الأمن، يُطلَق الرصاص على أحدهما، ويُضرب الآخر بأخمص بندقية.
ليُسحب الاثنان في مؤخرة السيارة، نحو فندقٍ تحوّل إلى مقر أمني.
وفي الريف.. قصفٌ عشوائي، منازل تحترق، وبساتين زيتون تتحوّل إلى رماد.
كل ذلك تحت شعار "ملاحقة اللصوص"، لكن ما تراه العيون هو ترهيبٌ للأهالي، واعتقالاتٌ تعسفية، ونهبٌ ممنهج.
معسكر الطلائع في قرية الهيشة يصبح مأوى لفصيلٍ معظم عناصره من الأجانب.
يدخلون البيوت عنوة، يعتقلون الشباب، ويسرقون ما يجدونه أمامهم.
وفي قلب هذا المشهد المتوتر، يظهر تطورٌ لافت: فيديو لعمليةٍ تبنتها مجموعة مسلحة تُدعى "رجال النور - سرايا الجواد"، استهدفت فيه آلية على طريق اللاذقية – جبلة.
يقولون إنها رسالة وإنهم قادمون للثأر.
رسائل متبادلة، ومشهد يقترب من حافة الانفجار.. في ساحلٍ باتت رائحة البارود فيه أقوى من نسيم البحر.