في لحظات فارقة من تاريخ سوريا تحولت السجون التي كانت رمزًا للقمع والخوف إلى بوابات للحرية، بعدما اقتحمتها الفصائل المسلحة، وأطلقت سراح آلاف المعتقلين، مشاهد فرح ممزوجة بالدموع وهتافات صرخت بإعلان "بداية عهد جديد".
خلال أيام قليلة شهدت سوريا تطورات درامية غير مسبوقة، حيث اقتحمت الفصائل المسلحة عددًا من السجون المحصنة، كان أبرزها سجن صيدنايا أحد أكثر السجون العسكرية السورية تحصينًا، ويقع بالقرب من دير صيدنايا على بعد 30 كيلومترًا شمال دمشق، وكان رمزًا للقبضة الحديدية للنظام السوري.
مع ساعات الفجر الأولى من يوم الثامن من ديسمبر، أعلنت الفصائل المسلحة سيطرتها على السجن، وأظهرت مقاطع فيديو لحظة خروج عشرات المعتقلين.
وفي مشهد لافت فُتحت أبواب سجن عدرا المركزي في ريف دمشق أمام جميع السجناء دون أي مقاومة تُذكر، وفقًا لما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان شوهد السجناء وهم يحملون حقائبهم ويتجولون في مناطق مختلفة من بينها الطريق الدولي قرب مخيم الوافدين.
أما في مدينة حمص فقد فتحت عناصر الشرطة أبواب السجن المركزي، ما أثار تساؤلات حول انهيار السيطرة الأمنية، وتجمع السجناء في منطقة الكراج القريبة من فرع الاستخبارات الجوية في وقت كانت الفصائل المسلحة تعزز مواقعها.
وفي حلب سيطرت الفصائل على السجن المركزي بالكامل، وأجلت جميع المعتقلين في مشهد أعاد تشكيل خريطة الصراع داخل المدينة.
ووسط البلاد أعلنت الفصائل المسلحة سيطرتها على فرع الأمن السياسي في مشارف مدينة حماة، لتستكمل بذلك سلسلة النجاحات التي هزت النظام السوري في معاقله التقليدية.
تحرير السجون السورية يعد من أبرز التطورات في النزاع المستمر منذ سنوات، وعلى تطبيق "تلغرام" أصدرت الفصائل المسلحة رسائل متتالية تصف هذه الأحداث بأنها "نهاية الحقبة المظلمة" وبداية لعهد جديد في سوريا، وأكدت أنها تسعى لبناء مستقبل مختلف للشعب السوري.