لم تكن المصافحة بين دونالد ترامب وكامالا هاريس في فيلادلفيا سوى بداية لسيل من الاتهامات والسخرية المتبادلة التي كانت السلاح الأبرز في مواجهة حامية الوطيس أشعلت أول مناظرة تلفزيونية بين المرشحين للرئاسة الأمريكية.
افتتحت هاريس الحديث بعرض خططها الاقتصادية لخفض الضرائب وتحسين مستوى معيشة الأمريكيين، إلا أن ترامب لم يتردد في الرد واصفاً إياها بـ"الماركسية"، ومحذراً من أن انتخابها سيكون نهاية للولايات المتحدة.. وأضاف مؤكداً أن الاقتصاد الأمريكي كان في أفضل حالاته خلال ولايته وأنه سيعيد تلك الأوقات الذهبية إذا عاد للرئاسة.
وفي الملفات الخارجية تفاخر ترامب بأنه الرئيس الوحيد الذي أجبر الصين على دفع المليارات للولايات المتحدة، من جهتها قالت هاريس إن إدارة الرئيس جو بايدن اضطرت إلى تنظيف "الفوضى" التي خلّفها ترامب بحسب وصفها.. بدءا من أسوأ معدلات بطالة منذ الكساد الكبير إلى الجائحة العالمية.. كما اعتبرت أنّ ترامب لن يكون سوى "لقمة سائغة" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين واتهمت هاريس خصمها الجمهوري بأنّه "أضحوكة" في العالم .
لم تقف المناظرة عند هذا الحد ففي ملف غزة قال ترامب إن "إسرائيل ستزول" إذا فازت هاريس بالرئاسة متهماً إياها بأنها تكره إسرائيل، بينما ردت هاريس باتهامه بالضعف في السياسة الخارجية وتسبب في أزمات عالمية.
وعندما انتقلت المناقشة إلى التوترات العرقية في الولايات المتحدة، اتهمت هاريس ترامب بمحاولة تقسيم البلاد وتأجيج النزاعات العرقية، بينما رد ترامب باتهامها بالترويج لسياسات الهجرة المدمرة، وسرد قصة غريبة عن مهاجرين يأكلون الحيوانات الأليفة في مدينة سبرينغفيلد بولاية أوهايو رغم تأكيد رئيس بلديتها عدم صحة هذه القصة.
وهكذا رسمت المناظرة صورة مشحونة للمشهد الانتخابي، فماذا ستحمل الأيام المقبلة من مفاجآت في هذا السباق الرئاسي المحموم؟