"النمر" قد يعود من الظل، لكن هذه المرة لا يعود وحده.. من داخل قاعدة حميميم الروسية، وفي اجتماعات مغلقة بعيدة عن الأضواء، بدأت روسيا إعادة ترتيب أوراقها في سوريا، واستدعاء أسماء ثقيلة من الذاكرة العسكرية لنظام الأسد المخلوع، أبرزها اللواء سهيل الحسن، المعروف بلقب "النمر"، الذي غاب طويلًا وعاد الآن، في توقيت بالغ الحساسية.
مصدر دبلوماسي روسي كشف لـ"إرم نيوز" عن تحركات عسكرية مكثفة تشهدها القاعدة الروسية في ريف اللاذقية، شارك فيها العشرات من ضباط الجيش السوري السابق، في تحضير لما وصفه المصدر بـ"معركة الساحل"، المعركة المؤجلة، التي قد تعيد رسم خريطة السيطرة غرب سوريا.. لكن لماذا الآن؟ ولماذا هؤلاء الضباط تحديدا؟
بحسب المصدر، تشعر موسكو أنها فقدت مواقع استراتيجية كانت تحت نفوذها، وسط قناعة بأن المحادثات في إسطنبول لن تُفضي إلى نتائج حقيقية، أما في أوكرانيا، فتبدو الحرب طويلة.
استدعاء "النمر" ورفاقه هو جزء من استراتيجية استعادة الهيمنة، في ظل تراجع النفوذ التركي، خاصة بعد تصدع المشهد الليبي، إذ خسر الأتراك توازنات إقليمية كانت تمنحهم حرية المناورة.
الهدف؟ تحريك الساحل السوري، تلك المنطقة الحساسة، ذات الوزن الاستراتيجي الهائل، اقتصاديا وعسكريا، وقلب نفوذ روسيا الدافئ في المتوسط.
وبينما تتشابك مصالح القوى الكبرى، وتتنافس الأطراف الإقليمية على النفوذ في سوريا، يبقى السؤال العالق: هل نشهد معركة ساحل كبرى قريبا؟ أم أن "النمر" سيبقى في الظل حتى إشعار آخر؟.