في وقتٍ تحترق فيه جبهات أوكرانيا وتتعثر فيه مفاوضات السلام..خرج دونالد ترامب بورقة واحدة فقط تحمل ما يمكن أن يكون أخطر عرض في تاريخ الصراع الأوكراني الروسي. عرضٌ جريء ومليء بالتنازلات "القاتلة" التي قد تعني طيّ صفحة الحرب أو إشعال فتيل انقسام جديد، وفقاً لمصادر إعلامية مضطلعة.
وبينما الأنظار على اجتماع حساس بالعاصمة البريطانية لندن.. كشفت مجلة لوبوان الفرنسية عن تحركات أمريكية تقودها إدارة ترامب تتضمن عرضاً "نهائياً" لأوكرانيا قد يبدو أقرب إلى إنذار سياسي منه إلى مبادرة سلام.
وفي التفاصيل التي سربها موقع "أكسيوس" تتضمن اعترافًا أمريكيًا قانونيًا ورسميًا بضم روسيا لشبه جزيرة القرم.. وتثبيت مكاسب موسكو الميدانية في أربع مناطق استراتيجية، هي لوغانسك، دونيتسك، زاباروجيا، خيرسون
أيضاً تتضمن انسحابًا روسيًا محدودًا فقط من منطقة خاركيف مع وعود برفع العقوبات عن روسيا وفتح أبواب التعاون في مجالات الطاقة والصناعة.
أما الضمانات الأمنية لأوكرانيا فلا تزال غامضة، لكن يدور الحديث عن قوة أوروبية وإبقاء السيطرة الأمريكية على محطة زاباروجيا النووية رغم بقائها رسميًا تحت السيادة الأوكرانية، واستعادة جزء صغير من منطقة خاركيف التي تسيطر عليها روسيا.. بالإضافة لتعويضات ومساعدات لإعادة الإعمار، لكن الوثيقة لا تحدد مصدر التمويل.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست"، رفض هذا المقترح الأمريكي، واصفاً إياه بأنه "منحاز بشدة لصالح روسيا" ويمنحها "مكاسب ملموسة".
مصدر مقرب من أوكرانيا أكد لموقع "أكسيوس" أن كييف تعتبر هذا الاقتراح بمرتبة "خيانة" لمصالحها الوطنية.
فهل يسعى ترامب لحل الصراع أم لعقد صفقة كبرى تُرضي بوتين وتضع كييف أمام الأمر الواقع؟