ترامب: روسيا حصلت على 1.1 مليار يورو من مبيعات الوقود من الاتحاد الأوروبي بعام واحد
أحداث سوداء، هو وصف مختصر لما شهدته محافظة السويداء لا سيما مركزها من عمليات قتل وتخريب طالت أغلب الممتلكات.. شوارع خالية، وواجهات محال مكسرة بعد نهبها، مركبات مدمرة، وصمت يكسره أحياناً دوي الرصاص.. المدينة التي كانت، في يوم من الأيام، تتغنى بانكفائها عن الاقتتال، صارت، اليوم، مسرحاً للدم.. والأحياء الوادعة غدت ساحة لتصفية الحسابات.
بلا ماء أو كهرباء، استقبلت السويداء يومها الأول من الهدنة بعد انسحاب قوات الجيش السوري، ليبدأ الأهالي معايشة ما عاشته مناطق سورية كثيرة عصفت بها الأحداث منذ ثورة 2011 وإلى يومنا هذا.
4 أيام من المعارك، كانت كفيلة بأن ينادي النشطاء بإعلان السويداء منطقة منكوبة، مشيرين إلى أن حجم الكارثة يفوق الوصف.. جثث متناثرة على الشوارع وداخل السيارات والبيوت.. مشاهد صادمة كشف عنها شهود عيان لـ"إرم نيوز" أكدوا أن هناك أعداداً كبيرة من الشيوخ والأطفال والنساء في عداد المفقودين.
ويختزل ما حدث في المستشفى الوطني في السويداء المشهد، حيث تعرض لقصف الدبابات الذي أخرجه عن الخدمة، في وقت أكدت فيه المصادر أن أكثر من 100 جثة متكدسة داخله.
4 أيام فقط، كانت كفيلة بقلب حال السويداء رأساً على عقب، حولتها إلى مدينة أشباح، مبانٍ مدمرة، وبنية تحتية متهالكة، وآبار مياه خارجة عن الخدمة.. عمليات نهب واسعة طالت آلاف المنازل في المدينة وقراها الغربية والشمالية، أجبرت الآلاف على النزوح صوب مراكز الإيواء في المضافات والمقامات.
أيام قليلة كانت بثقل عقود من الحرمان، فلا مياه للشرب، ولا سلع غذائية كانت تصل للسويداء عبر طريق دمشق الذي قطعته الدبابات.. ووسط الدمار والقتل والنهب، واجه الدروز ما هو أصعب، تمثل في انتهاكات من قبل مسلحين دخلوا مع القوات الحكومية، كان من بينها "حلق الشارب" الذي يمثل جرحاً عميقاً بكرامة الرجل الدرزي...كما حدث مع الشيخ الثمانيني مرهج شاهين، الذي تلقى خنجراً في كرامته بعد حلق شاربه.
السويداء تنفض عن نفسها اليوم غبار المعارك.. لتبحث عمن يستطيع إنقاذها وسط خوفها من المصير المجهول.
