تماثيل عارية وأجهزة راديو وأعلام وقمصان رياضية وغيرها في "حزنة الغرائب" كما وصفتها "يورو نيوز" التي فتحتها واطلعت على محتوياتها النادرة التي قدمت كهدايا لنواب في البرلمان الأوروبي.
ملف الهدايا والتبرعات عاد إلى الواجهة مجددا بعد قرار البرلمان الأوروبي بحظر دخول ممثلي شركة "هواوي" الصينية إلى مقره، على خلفية مزاعم فساد مرتبطة بأنشطة ضغط مارستها داخل المؤسسة..
هذا الأمر أعاد فتح النقاش حول معايير الشفافية والتضارب المحتمل في المصالح داخل أروقة الاتحاد الأوروبي.
رغم أن النواب الأوروبيين غالبًا ما يتسلمون الهدايا كنوع من التقدير، فإن هذه المسألة تبقى موضع حساسية، حيث يجد الأعضاء أنفسهم بشكل متكرر في موقع المتلقي، ما يجعل هذا التقليد محط جدل دائم.
قواعد السلوك في البرلمان الأوروبي تنص على وجوب امتناع النواب عن قبول أي هدية تتجاوز قيمتها الـ 150 يورو. وفي حال تجاوزت ذلك، تنتقل المسألة إلى رئيس البرلمان.
هذه الهدايا، تدرج في سجل عام يُحفظ داخل خزنة مغلقة في بروكسل، ولا تُفتح إلا بطلب من أحد أعضاء البرلمان.
من بين المقتنيات اللافتة التي وصلت بروكسل، خنجر إندونيسي تقليدي يُعرف باسم "كيريس لوك 7 بانداوا"..
وكالة الفضاء الأوروبية ذهبت بعيدًا، عندما أهدت رئيسة البرلمان روبرتا ميتسولا علم الاتحاد الأوروبي الذي كان قد رُفع سابقًا على متن محطة الفضاء الدولية.
ولعل أكثر الهدايا غرابة التي تلقتها ميتسولا، أرسل المغني الإيطالي ستيفانو بيتشي في عام 2023 قرصًا مدمجًا يحتوي على 11 أغنية.
وتلقت ميتسولا نسخة لتمثال نسائي عارٍ، وذلك من قبل أنيتا ديميتريو، رئيسة البرلمان القبرصي، كهدية رسمية.
أعادت هيلينا دالي، المفوضة الأوروبية للمساواة، الحديث عن وسائل الإعلام التقلدية إلى الواجهة حين عرضت مؤخرًا حقيبة طوارئ مخصصة لـ72 ساعة، احتوت -إلى جانب مستلزمات أخرى- على جهاز راديو محمول
تلقت ميتسولا مجموعة من الهدايا ذات الطابع الرياضي، أبرزها القميص الموقّع من المنتخب الإسباني لكرة القدم للسيدات، أُهدي إليها قبل عام من فوز الفريق بكأس العالم.
وفي السياق ذاته، وصل إلى ميتسولا قميص آخر موقّع من نادي "دينامو كييف" الأوكراني، فيما أضاف فريق الرغبي التابع للبرلمان الأوروبي لمسته الخاصة، من خلال تقديم مقتنيات تذكارية بمناسبة أول مشاركة تاريخية له في بطولة كأس العالم.
ومع كل ما سبق لا تزال المشروبات الكحولية تتربّع على عرش الهدايا المفضّلة لدى النواب الأوروبيين إلى جانب آلات موسيقية تقليدية وسلاسل مفاتيح، دبابيس.
"خزنة الغرائب" أشبه بسوق للسلع المستعملة.. لكن خلف أبواب مغلقة.