لم يكن قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بإيقاف نادي النصر السعودي عن تسجيل اللاعبين مجرد خبر إداري روتيني يمر مرور الكرام، بل كان أشبه بزلزال ضرب أروقة "العالمي"، وتحديداً المشروع الطموح الذي يقوده الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو.
العقوبة المترتبة على مستحقات نادي مانشستر سيتي في صفقة إيميريك لابورت، وضعت إدارة النصر في مأزق حقيقي، ليس فقط أمام الجمهور، بل أمام قائد الفريق الذي جاء للرياض بحثاً عن المجد وليس فقط المال، حتى وإن كان حلها لابد منه وأنه مسألة وقت.
الأزمة الحالية تتجاوز حاجز الـ9 ملايين يورو، لتضرب في عمق العلاقة بين "الدون" وطموحاته مع الفريق، وهناك 4 كوابيس محددة تثير غضب ورعب "صاروخ ماديرا" في الوقت الحالي:
1. ضياع صفقات عالمية بضمانة رونالدو
يعلم الجميع أن كريستيانو ليس مجرد لاعب في النصر، بل هو عراب المشروع والمدير الرياضي غير المعلن. خلال الشهور الماضية، ارتبط اسم النصر بمفاوضات مع نجوم من العيار الثقيل مثل كاسيميرو و برونو فيرنانديز و غيرهما، وكان رونالدو هو الوسيط والضامن لهذه الأسماء، حيث يستخدم علاقاته وتأثيره لإقناعهم بالقدوم.
قرار الإيقاف يضع رونالدو في موقف محرج للغاية، فكيف يمكنه إقناع زملائه السابقين بمشروع نادٍ ممنوع من القيد بسبب تعثرات مالية؟ هذا الوعد المكسور ينسف مصداقية كريستيانو كواجهة للمشروع.
2. اهتزاز صورة النادي عالمياً
رونالدو مهووس بالمثالية وصورة العلامة التجارية، ووجود ناديه في قوائم الحظر لدى الفيفا يعتبر ضربة موجعة للصورة التسويقية الخاص بالنصر الذي يعد رونالدو وجهتها الأولى.
هذا القلق عبر عنه بوضوح الإعلامي والناقد الرياضي مشعل السعيد في برنامج في الـ90، حينما فجر مفاجأة بتعليقه على الأزمة قائلاً: "قضية لابورت ضد النصر ليست عادية، وجود اسم ناد سعودي في هذه القائمة من فيفا غير مقبول إطلاقا، ولا أعتقد أن الإدارة الحالية لا تعلم عنها".
كلمات السعيد تلخص المخاوف التي تدور في عقل رونالدو؛ فالمسألة ليست خطأً إجرائياً، بل تشويه لسمعة كيان عالمي أمام أقرانه في أوروبا.
3. تشتيت الذهن في وقت كسر العظم
يكره كريستيانو الفوضى الإدارية التي تؤثر على غرفة الملابس، النصر يمر بمنعطف حاسم في دوري روشن ومنافسات آسيا 2، وتوقيت الخبر يعتبر سماً يسري في جسد الفريق، الحديث عن أي شيء سلبي يشتت تركيز اللاعبين تماماً.
رونالدو، الذي يطالب دائماً بأعلى درجات الاحترافية والتركيز، يجد نفسه الآن محاطاً ببيئة مشوشة قد تطيح باستقرار الفريق الفني في أهم فترات الموسم.
4. شبح تكرار المواسم الصفرية
الرعب الأكبر للدون هو الخروج خالي الوفاض، رونالدو لم يأتِ للسعودية للاعتزال، بل لكتابة تاريخ جديد. عدم القدرة على تدعيم الفريق في الميركاتو الشتوي يعني دخول النصف الثاني من الموسم بالأسلحة المنهكة نفسها، وفي ظل تطور المنافسين (الهلال والاتحاد)، فإن خطر تكرار سيناريو الموسم الماضي الصفري يصبح واقعاً مرعباً.
رونالدو يدرك أن الفريق بحاجة لترميمات عاجلة في بعض المراكز، والمنع من القيد يعني حكماً مسبقاً بتعقيد المهمة وصعوبة المنافسة على الألقاب.
في النهاية، الكرة الآن في ملعب إدارة النصر. المسألة لا تتعلق فقط بسداد مبلغ مالي، بل بإعادة ترميم الثقة مع قائد الفريق الذي لا يقبل بأقل من القمة، ولا يسامح بسهولة في الأخطاء التي تهدد إرثه الكروي.