لا يزال ملف المدرب الجديد لمنتخب تونس يراوح مكانه دون مستجدات أخرى بعد المفاجأة الكبرى، مساء الأحد الماضي، حين قرر اتحاد كرة القدم صرف النظر رسميا عن استمرار المفاوضات مع البرتغالي كارلوس كيروش الذي كان الإعلان عن تعيينه أمرا وشيكا حتى يوم السبت.
وكان كيروش، المدرب السابق لريال مدريد ومنتخبات مصر وكولومبيا وإيران وقطر حلّ بتونس في زيارة استغرقت يومين، تخللها اجتماعان الأول مع اللجنة الثلاثية للتسوية في اتحاد الكرة والثاني مع مسؤولين بوزارة الرياضة، قبل أن يعود إلى البرتغال تاركا "مؤشرات" إيجابية بالموافقة على جملة الشروط التي حددها الاتحاد وخصوصا في الجانب المالي وقيمة الراتب.
ووفقا لما أوردته "إرم نيوز"، منذ الجمعة الماضي، لم يتم الاتفاق مع كيروش بسبب رفض وزارة الرياضة المصادقة على الراتب المالي السنوي للطاقم التدريبي بقيادة كيروش والذي ناهز 1.5 مليون دولار سنويا؛ وهو ما اعتبرته السلطات راتبا مرتفعًا.
ووفقا لمصادر قريبة من الاتحاد، كان للرئيس التونسي قيس سعيد الكلمة الفاصلة في عدم إتمام التعاقد مع كارلوس كيروش وذلك للسبب ذاته، أي ارتفاع أجرته وأجرة مساعديه.
وتم منح المكتب المقبل لاتحاد كرة القدم، المنتظر صعوده بعد انتخابات 25 يناير المقبل، مهمة التفاوض واختيار المدرب الجديد وطاقمه المساعد وذلك قبل شهرين تقريبا من أول مباراة رسمية لتونس.
وطرحت بعض الأطراف في أوساط الاتحاد فرضية العودة للمدرب المحلّي وتعيين اسم تونسي لقيادة نسور قرطاج، لكن ذلك المقترح وجد معارضة جماهيرية كبيرة من قبل الشارع الرياضي وأغلب المحللين.
ووجه عدد من اللاعبين السابقين اتهامات للمدربين التونسيين بدعوى أن نتائج المنتخب التونسي شهدت تراجعا مدويا كلما كان المدرب محليا، فضلا عن غياب العدالة والنزاهة في اختيار اللاعبين سواء في القائمة أو في التشكيلة الأساسية.
وأثار لاعب منتخب تونس السابق ونجم النادي الإفريقي أسامة السلامي انتقادات لاذعة واتهامات صريحة للمدرب التونسي قائلا إنه يعمل بسياسة المحاباة وتوجيه الدعوة للاعبين "الأصدقاء"، فضلا عن النزول إلى سياسة التعامل حسب الولاءات والعلاقات مع مسؤولي الأندية.
وقال السلامي في برنامج "الحوار سبورت" الذي يذاع على قناة الحوار التونسي الخاصة: "سيكون التعامل بالمحاباة هو الأساس في حال تعيين مدرب تونسي، أعتقد أن أسوأ ما يمكن القيام به هو أن يكون المدرب المقبل لتونس محليا، حتى نتفادى كل التأويلات"، وفق زعمه.
وعرف الجهاز الفني لمنتخب تونس خلال العام 2024 تداول 4 مدربين على المنصب، إذ كانت البداية بجلال القادري الذي أقيل في فبراير 2024 وصولا لقيس اليعقوبي في نوفمبر الماضي، مرورا بمنتصر الوحيشي وفوزي البنزرتي.
وكان الفرنسي آلان جيراس في 2019 آخر أجنبي درب تونس، قبل إقالته في أغسطس من العام ذاته.