خرج المدرب البرتغالي كارلوس كيروش من حسابات الاتحاد التونسي لكرة القدم لتولي مهمة المدرب الجديد لنسور قرطاج، وذلك بعدما رفض الرئيس التونسي، قيس سعيد، المصادقة على مذكرة وزارة الرياضة بتحمّل تكاليف رواتب المدرب وطاقمه التدريبي المساعد.
ووفقا لمصادر خاصة من داخل لجنة التسوية في اتحاد كرة القدم، التي تنتهي مهامها يوم السبت 25 يناير الجاري، أصبح المدرب البالغ من العمر 71 عاما خارج دائرة المرشحين لتولي تدريب منتخب تونس، بعدما كان اتحاد الكرة قاب قوسين أو أدنى من الإعلان رسميا عن التعاقد معه.
وقال مصدر رسمي في اتحاد الكرة، لـ"إرم نيوز"، إن "المفاوضات مع كارلوس كيروش تحتاج إلى مزيد من الوقت وجولات أخرى من المفاوضات، قد تحدث وقد يتم إلغاؤها، وذلك قبل الإعلان رسميا عن التعاقد معه"، مضيفا أنه "لم يحصل حتى الآن اتفاق نهائي، والأمر من مشمولات السلطات".
ووفقا لمصادر خاصة، رفض الرئيس التونسي قيس سعيد الموافقة على أن تتكفل الدولة براتب كيروش ومساعديه، مبررا ذلك بأن القيمة الباهضة لعقد المدرب البرتغالي ومساعديه الأربعة سبب رئيسي وراء إيقاف المفاوضات والبحث عن وجهة أخرى.
وتتولى وزارة الرياضة في تونس التكفّل بدفع رواتب الجهاز الفني للمنتخب الأول، مع تولّي نفقات التنقلات الخارجية سواء في مباريات التصفيات أو المسابقات الأخرى مثل أمم أفريقيا وكأس العالم.
وكان كارلوس كيروش حلّ في تونس يوم الأربعاء الماضي، والتقى برئيس اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة القدم كمال إيدير، وعلى مدى يومين تطرق المدرب البرتغالي وأعضاء الاتحاد إلى بعض النقاط بغية الوصول لاتفاق نهائي حول توليه تدريب نسور قرطاج حتى يوليو 2026.
ووفقا لمصادر من داخل الاتحاد التونسي لكرة القدم، الذي تنتهي مهامه يوم 31 يناير الجاري، توصل الطرفان إلى اتفاق مبدئي، خصوصا بعد أن وافق كيروش على شروط الجانب التونسي والمتعلقة أساسا بالراتب السنوي، الذي قُدّر بالنسبة للمدرب و4 مساعدين بنحو 2 مليون دولار.
كما وافق المدرب السابق لمنتخبي مصر وقطر على شرط تعيين مساعدين تونسيين ضمن طاقمة، ولكن ذلك كله لم يشفع له بتدريب تونس بعد تدخل من رئاسة الدولة التونسية لوضع حد للمفاوضات.
ويشار إلى أن كيروش عاد إلى البرتغال مساء الجمعة، فيما ترك للاتحاد أن يجهز العقد الجديد بعد موافقة وزارة الرياضة على الراتب، وهو النقطة الخلافية الكبرى في عملية التفاوض.
وبإيقاف قيس سعيد للمفاوضات بين كيروش واتحاد الكرة التونسي، ينتظر أن يتم طي الصفحة نهائيا والعودة إلى النقطة صفر للتفاوض مع أسماء أخرى يأتي في مقدمتها المدرب سامي الطرابلسي، الذي سبق له أن تولى تدريب منتخب بلاده في 2011 وحتى 2013.
يذكر أن تونس تلعب أول مباراة رسمية في 19 مارس 2025 ضمن الجولة الخامسة لتصفيات المونديال، حيث تحتل صدارة المجموعة الثامنة برصيد 10 نقاط من أول 4 مباريات بفارق نقطتين عن ناميبيا.