جاء التعادل المثير أمام الاتفاق بهدفين لمثلهما ليكون بمثابة جرس إنذار مبكر في مسيرة النصر هذا الموسم، ورغم أن الفريق لا يزال متمسكاً بالصدارة، إلا أن سيناريو المباراة كشف عن ثغرات قد تحول حلم التتويج إلى كابوس معتاد إذا لم يتداركها الجهاز الفني بقيادة جورجي جيسوس.
النصر يمتلك ترسانة من النجوم، لكن الجودة وحدها لا تكفي لحماية الفريق من أخطائه المتكررة.
فيما يلي 5 ركائز أساسية يجب تفعيلها فوراً لحماية "العالمي" من الانزلاق في فخ النتائج السلبية وفقدان المزيد من النقاط:
1. ترميم العمق الدفاعي: إغلاق ثغرة التسديد
استقبال هدفين من نفس اللاعب جورجينيو فينالدوم وبطريقة شبه مكررة يعكس خللاً واضحاً في منظومة التغطية الدفاعية، وتحديداً في المساحة الحيوية أمام منطقة الجزاء.
عانى النصر من تأخر لاعبي الارتكاز في الضغط، مما منح المنافس أريحية تامة في التسديد والاختراق من العمق.
الحل يكمن في فرض رقابة صارمة على القادمين من الخلف، وليس المهاجمين فقط، وتقليص المساحات بين خطي الدفاع والوسط لمنع التسديدات المباغتة التي كلفت الفريق غالياً. الدفاع منظومة تبدأ من أعلى الملعب ولا تتوقف عند قفازات الحارس.
2. النجاعة الهجومية: علاج ظاهرة إهدار الفرص
رغم السيطرة الميدانية والاستحواذ، عانى الفريق من رعونة واضحة في إنهاء الهجمات. إضاعة الفرص السهلة تمنح الخصم قبلة الحياة وتبقيه داخل أجواء المباراة، وهو ما استغله الاتفاق للعودة في النتيجة.
الحل يجب أن يكون في تحويل الاستحواذ إلى أهداف محققة، الفريق البطل هو الذي يقتل المباراة عندما تتاح له الفرصة ولا يترك النتيجة معلقة.
المطلوب من المهاجمين، وعلى رأسهم رونالدو، التركيز العالي في اللمسة الأخيرة والابتعاد عن الحلول الاستعراضية في مناطق الحسم.
3. الانضباط الذهني: ضبط الأعصاب وسط العاصفة
كادت لقطة سعد الناصر أن تعصف بجهود الفريق لولا تدخل تقنية الفيديو لتصحيح القرار. هذا المشهد يعكس حالة من الشد العصبي غير المبرر الذي قد يضع الفريق في مواقف حرجة بالنقص العددي في مواجهات أكثر حساسية.
الحل هنا هو التركيز على الإعداد النفسي.. البطولات تحتاج إلى أعصاب باردة؛ فالانجرار وراء الاستفزازات أو التهور في التدخلات هو أقصر طريق لخسارة النقاط. الانضباط التكتيكي لا يكتمل إلا بالانضباط السلوكي.
4. اللعب الجماعي: تقليل الاعتماد على الومضات الفردية
جاءت أهداف النصر بمهارات فردية بحتة، سواء تصويبة جواو فيليكس أو بصدفة رونالدو، الاعتماد المفرط على الحل الفردي سلاح ذو حدين؛ فإذا غاب توفيق النجم، تعطلت ماكينة الفريق بالكامل.
الحل هنا يجب أن يكون تفعيل الجمل التكتيكية المركبة. يجب خلق حلول جماعية لفك التكتلات الدفاعية، مثل التمرير السريع والتحرك دون كرة، لضمان الوصول للمرمى حتى لو غابت الحلول الفردية للنجوم.
5. إدارة الدقائق الحرجة: التخلص من فوبيا النهايات
النقطة الخامسة والأهم هي إدارة خواتيم المباريات، فشل النصر في الحفاظ على تقدمه واستقبل التعادل في الدقيقة 80، وهو سيناريو تكرر سابقاً ويعكس تراجعاً في التركيز البدني والذهني في الربع ساعة الأخير.
إدارة رتم اللعب بذكاء ستكون هي الحل في هذه الحال، فعندما تتقدم في النتيجة خارج أرضك وفي الدقائق الأخيرة، يجب تجميد اللعب بالاستحواذ الآمن وإغلاق المنافذ تماماً أمام الخصم، وعدم منحه فرصة لصناعة تحولات هجومية سريعة.
البطولات تضيع غالباً في الثواني الأخيرة، والتركيز يجب أن يستمر حتى صافرة الحكم النهائية.
