وسط عاصفة من الانتقادات الجماهيرية ومطالبات لا تتوقف بالتخلص من صداع الإصابات المتكررة، عاد الأوروغواياني داروين نونيز، نمر الهلال الجريح، ليقلب الطاولة على الجميع.
عودة لم تكن مجرد خبر طبي عابر في عيادة النادي، بل جاءت بمثابة صفعة قوية لكل الأصوات التي نادت ببيعه، وإعلان صريح بأن المعركة لم تنتهِ بعد.
القصة ليست مجرد تعافي لاعب من إصابة، بل هي قصة تحدٍّ شخصي، الجماهير الهلالية، التي عاشت حالة من القلق بسبب الغياب الطويل لمهاجمها، كانت على وشك فقدان الأمل، لكن سيموني إنزاغي، المدير الفني للزعيم، كان يرى ما لا يراه الآخرون، إنزاغي يراهن على أن نونيز هو القطعة الناقصة التي ستحول الهلال من فريق قوي إلى آلة تدمير لا ترحم، خاصة أن العودة تأتي في توقيت قاتل، قبل أسبوع الجحيم الذي تنتظر فيه الزعيم مواجهات مصيرية.
عودة نونيز الآن تضع الكرة في ملعبه، وتمنح الهلال 5 مكاسب نارية قد تكون الفاصل في موسم الزعيم، نستعرضها في السطور الآتية:
1- تعزيز القوة الهجومية: سلاح فتاك يهدد الخصوم
المكسب الأول والأهم هو استعادة الفاعلية المفقودة، الهلال عانى في المباريات الأخيرة من إهدار الفرص السهلة، وعودة نونيز تعني عودة الشراسة. نونيز ليس مجرد مهاجم صندوق، بل هو محطة قوية تجيد الالتحامات البدنية والسرعة في التحولات. وجوده كبديل جاهز أو حتى كأساسي يمنح الفريق ثقلًا هجوميًّا مرعبًا، ويجعل أي دفاع يفكر ألف مرة قبل التقدم للأمام، خوفًا من لدغات النمر العائد.
2- رفع الروح المعنوية: جرعة ثقة في غرفة الملابس
لا شك أن عودة نجم بحجم نونيز ترفع الحالة المعنوية لزملائه وللجهاز الفني، الشعور بأن الفريق كامل العدد يمنح اللاعبين ثقة هائلة داخل المستطيل الأخضر، نونيز بـ"الغرينتا" المعروفة عنه يبث حماسة قتالية في الفريق، وعودته هي رسالة للجميع بأن الهلال جاهز لخوض المعارك الكبرى بكامل أسلحته، وهو ما يحتاجه الفريق لاستعادة نغمة الانتصارات الكاسحة.
3- خيارات تكتيكية متعددة: عصا سحرية في يد إنزاغي
عودة نونيز تحرر إنزاغي من القيود التكتيكية. في غيابه، كان المدرب الإيطالي مضطرًّا للعب بأسلوب معين لتعويض النقص، لكن الآن، أصبح بإمكانه المناورة. هل يلعب بمهاجمين صريحين؟ هل يعتمد على نونيز كمحطة للقادمين من الخلف؟ التنوع الذي يمنحه نونيز يسمح لإنزاغي بتغيير خطة اللعب أثناء المباراة الواحدة؛ ما يربك حسابات الخصوم الذين اعتادوا على هلال مكشوف هجوميًّا في الفترة الأخيرة.
4- تخفيف الضغط الإعلامي: طوق نجاة للإدارة
عاشت إدارة الهلال أيامًا عصيبة تحت مقصلة الإعلام والجماهير التي اتهمتها بالتقصير في ملف المهاجم الأجنبي والسكوت عن إصابات نونيز، عودة اللاعب وجاهزيته للمشاركة ستسحب البساط من تحت أقدام المنتقدين وتقلل الضجيج الإعلامي حول ضعف الهجوم.
تألق نونيز في المباريات القادمة سيكون بمثابة صك براءة للإدارة، وسيمنحها الهدوء اللازم للعمل بعيدًا عن التوتر والاشتباك مع الجماهير الغاضبة.
5- تأمين العمق الهجومي في أسبوع الحسم
الأهم من كل ما سبق هو التوقيت. الهلال مقبل على 3 مباريات لا تقبل القسمة على اثنين: منها مواجهتان أمام الفتح الذي طالما كان ندًّا عنيدًا،، وموقعة آسيوية شرسة أمام الشرطة العراقي، هذه المباريات تحتاج إلى دكة بدلاء قوية وطول نفَس. عودة نونيز توفر العمق المطلوب؛ ففي حال تعقدت المباراة أو أصيب ماركوس ليوناردو سيكون النمر جاهزًا للانقضاض وحسم الأمور؛ ما يجنب الفريق كارثة الإرهاق أو العقم التهديفي في هذا المنعطف الخطير من الموسم.