يعيش النجم المصري محمد صلاح بداية باهتة ومقلقة مع ليفربول، فبعد ثلاث جولات من انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز، اهتزت شباك الخصوم مرة واحدة فقط بقدم نجم "الريدز"، وهو رقم لا يليق بأحد أعظم هدافي النادي عبر تاريخه.
هذا التراجع في التهديف، المصحوب بأداء غير مقنع في بعض فترات المباريات، يفتح الباب على مصراعيه لأسئلة كثيرة حول مستقبل النجم المصري في قلعة "آنفيلد"، خاصة في ظل بزوغ نجوم جديدة بدأت تخطف الأضواء وتفرض نفسها بقوة، ليس فقط في سماء الكرة الأوروبية، بل داخل جدران ليفربول نفسه.
دماء جديدة وتأثير فوري
لم تعد عباءة المنقذ الأول في ليفربول حكراً على صلاح، الهولندي كودي جاكبو، الذي انضم للفريق قبل عدة مواسم يقدم بداية موسم مذهلة، حيث تفوق على صلاح في المساهمات التهديفية المباشرة؛ ما يظهر نضجاً متزايداً وقدرة على حمل الفريق هجومياً.
بجانبه، يواصل المجري دومينيك سوبوسلاي تقديم أداء حيوي في خط الوسط، فهو المحرك الذي لا يهدأ، ورغم أن أرقامه التهديفية لم تنفجر بعد، فإن تأثيره في بناء اللعب وخلق الفرص يمثل جزءاً أساسياً من شكل الفريق الجديد في حقبة ما بعد كلوب، كما كان له الفضل في النقاط الثلاث ضد آرسنال.
أما الصدمة الكبرى فتمثلت في الأداء الرائع للفرنسي الواعد هوغو إيكيتيكي وتسجيله كلما سنحت الفرصة بذلك، ويُنظر إلى إيكيتيكي على أنه استثمار للمستقبل البعيد، لكن أرقامه الأولية وتأثيره الفوري يشي بأنه حاضر بقوة للمنافسة الآن، مقدماً خياراً هجومياً فتاكاً يمتلك القوة والسرعة والقدرة على إنهاء الهجمات بكفاءة عالية، وهي صفات بدأت جماهير الريدز تشعر بقلق من تراجعها لدى صلاح.
ظل إيزاك يطارد الملك
التهديد لا يأتي فقط من داخل الفريق، بل من خارجه أيضاً، مطاردة ليفربول الشرسة للمهاجم السويدي المتألق ألكسندر إيزاك، نجم نيوكاسل يونايتد، وتقديم عروض فلكية لضمه، كانت الرسالة الأوضح على أن النادي يخطط بشكل جدي لمهاجم من طراز عالمي يقود الخط الأمامي في المستقبل القريب.
اسم إيزاك، الذي يقدم مستويات تهديفية مرعبة في البريميرليغ، أصبح يمثل شبحاً يطارد مكانة صلاح كخيار أول، ويؤكد أن البحث عن بديل له ليس مجرد تكهنات صحفية، بل هو خطة إستراتيجية تعمل عليها الإدارة للسنوات القادمة.
بداية النهاية.. ليفربول الجديد يتشكل
من الواضح أن الصفقات الجديدة والمحاولات المستمرة لضم أسماء لامعة ليست مجرد دعم لصلاح في محاولته للفوز بالكرة الذهبية، بل هي أبعد من ذلك بكثير.
إنها إشارة إلى أن ليفربول بدأ بالفعل في تجاوز المرحلة الانتقالية التي شهدت رحيل أساطير مثل ساديو ماني وروبيرتو فيرمينو، ثم المدير الفني التاريخي يورغن كلوب.
صلاح هو آخر أعمدة الجيل الذهبي الذي حقق كل شيء، والنادي يدرك حتمية رحيله يوماً ما، لذلك، فإن بناء فريق جديد لا يتمحور حوله هو الأولوية القصوى الآن.
جاكبو، سوبوسلاي، إيكيتيكي، والسعي خلف إيزاك، جميعها خطوات لبناء ليفربول المستقبل، فريق يمكنه الاستمرار والمنافسة بقوة حتى بعد أن يرحل الملك المصري عن عرشه في "آنفيلد"، قد تكون هذه بداية النهاية لحقبة صلاح، وبداية بزوغ فجر جديد للريدز.