عرفت كواليس النادي الإفريقي التونسي حالة غير مسبوقة من التوتر والخلافات وذلك بعد خروج الفريق رسميا من المنافسة على المراكز المؤهلة لدوري أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية الإفريقية الموسم المقبل.
ودخل النادي الإفريقي، صاحب الـ13 تتويجا بالدوري التونسي، الموسم الجاري بسقف طموحات عال جدا، مع حلول مستثمر أمريكي يدعى فيرجي شامبيرز ونجاح الفريق في التخلص من شبح الديون الثقيلة الذي كان يحاصره.
لكن مع مرور الجولات، بدأت هزائم الفريق الأحمر والأبيض تتلاحق، وتلقى فريق المدرب الفرنسي دافيد بيتوني 3 هزائم متتالية ضد الترجي ثم البنزرتي ثم النجم أبعدته عن كل الرهانات وفجرت موجة من الغضب ودعوات من المشجعين بطرد المسؤولين والمدرب بيتوني واللاعبين المتخاذلين.
وجمع النادي الإفريقي في 14 مباراة من مرحلة الإياب 21 نقطة، ليحتل حتى الآن المركز الرابع على بعد 12 نقطة من الترجي المتوج باللقب قبل جولة من النهاية.
وقبل مواجهة مستقبل قابس غدا الأربعاء في الجولة الختامية للدوري، في مباراة شكلية بلا رهان، رفع مشجعو الإفريقي مساء الأحد في مباراة خسرها فريقهم ضد النجم الساحلي (2 ـ0)، لافتات غاضبة ضد المسؤولين متهمين إياهم بالتخاذل والفشل في تحقيق مطامح الجماهير.
وبالتوازي مع ذلك، عقد مسؤولو الفريق الأول يتقدمهم رئيس النادي هيكل دخيل اجتماعا عاجلا أمس الاثنين انتهى باتخاذ قرار بتثبيت المدرب دافيد بيتوني في منصبه حتى نهاية الموسم، وسط خلافات عاصفة وتهديد بالانتقام بين المسؤولين.
الاجتماع الذي دام لما يقرب من 3 ساعات في مقر النادي في العاصمة تونس، حضره هيكل دخيل، ونائبه حامد مبارك والمتحدث الرسمي علي علولو والمدير الرياضي الجديد، محمد الساحلي، بجانب المدرب دافيد بيتوني.
ووفقا لما أكدته مصادر خاصة لـ"إرم نيوز"، حصل خلاف شديد وحاد بين رئيس النادي هيكل دخيل ونائبه حامد مبارك حول نقاط واردة في عقد دافيد بيتوني وتحديدا في البنود الخاصة بفسخ التعاقد.
وتعاقد الإفريقي، الذي أحرز آخر ألقابه في الدوري عام 2015، مع المساعد السابق لزين الدين زيدان في ريال مدريد، لمدة موسمين (حتى يونيو 2026) لكن سوء النتائج وانحراف الفريق عن أهدافه دفع المسؤولين إلى أن يعرضوا على بيتوني الرحيل عن النادي بالتراضي، إلا أن كل مساعيهم فشلت في ذلك.
وأضافت المصادر ذاتها أن بيتوني طالب باحترام كل شروط العقد وأبرزها أن فسخ العقد يكون في حال عدم تأهله لمسابقة قارية (دوري أبطال إفريقيا أو الكونفدرالية).
ولا يزال الإفريقي، رغم خروجه من سباق المراكز الثلاثة الأولى في الدوري، مراهنا على التتويج بالكأس وهو اللقب الذي سيؤهله لمسابقة الكونفدرالية الإفريقية.
وكشفت مصادر قريبة من الإفريقي أن نائب الرئيس حامد مبارك دخل في مشادة عنيفة مع رئيس النادي هيكل دخيل حول تفاصيل عقد بيتوني، إذ ساد الاعتقاد أن مجرد الخروج من سباق الدوري سينهي مهام المدرب الفرنسي، إلا أن العقد كان مختلفا ولم يوضح بالتحديد أهداف الأخير مع النادي.
وتشهد علاقة حامد مبارك وهيكل دخيل توترا كبيرا في ضوء الاختلاف حول طريقة تسيير النادي واتخاذ القرارات والتعامل مع ملف المدرب بيتوني وعقود بعض اللاعبين، وخاصة العلاقة مع المستثمر الأمريكي فيثرجي شامبيرز.
ووفقا لمصادر مطلعة على الأمور داخل النادي الإفريقي، هدد بعض المحسوبين على حامد مبارك، رئيس النادي هيكل دخيل بالانتقام باعتبار أنه كان وراء صيغة العقد الحالية مع دافيد بيتوني والتي تضمن حقوق الأخير بشكل تام على حساب النادي.
وفي حالة إقالة بيتوني سيكون الإفريقي مجبرا على دفع ما يزيد عن 400 ألف دولار هي أجور المدرب حتى نهاية عقده مع النادي في يونيو 2026، بحسب ما ورد في العقد، وهو السبب الذي أبقى على المدرب الفرنسي في منصبه.