لم تكن خسارة النادي الإفريقي مساء أمس الأحد أمام ضيفه النجم الساحلي (2 ـ0) في الجولة 29 وقبل الأخيرة من الدوري التونسي للمحترفين، سوى اكتمالا للصورة القاتمة التي رسمها اللاعبون في موسم 2024 ـ 2025، واستمرارا للسنوات العجاف للنادي الأكثر شعبية ووفاء من قاعدته الجماهيرية العريضة في البلاد.
وخسر الإفريقي أمام النجم مباراة جديدة، لتكون الخسارة السابعة في الموسم الجاري، والثالثة على التوالي، والسادسة في مرحلة الإياب، ما يكشف بوضوح الانهيار المدوي للنادي، بعد أن دخل الموسم بطموحات عريضة كان أقلها الحلول في المركز الثاني والتأهل لدوري أبطال إفريقيا (2025 ـ 2026).
وفقد الفريق الأحمر والأبيض، صاحب الـ13 لقبا للدوري، كل حظوظه حتى في المراهنة على المركز الثالث المؤهل لكأس الكونفدرالية الإفريقية، لكونه سيراهن في الجولة الأخيرة على إنهاء الموسم في المركز الرابع في أفضل الحالات.
وبدا لجماهير النادي الإفريقي، التي كانت تمني النفس في أغسطس الماضي عند انطلاق الدوري، أن فريقها بات في تمام الجاهزية للعودة إلى منصة الألقاب، خاصة بعد الخروج من أزمة الديون القياسية وحلول المستثمر الأمريكي فيرجي شامبيرز لدعم الفريق ماديا بشكل أكثر سخاء حتى من مسؤوليه ومدعميه الحاليين.
5 مسؤولين عن الموسم الكارثي
وبخروج الإفريقي من سباق الدوري خالي الوفاض، ارتفعت وتيرة الغضب في أوساط الجماهير الذين ألقوا أمس الأحد المقذوفات والقوارير على اللاعبين والجهاز الفني والمسؤولين عقب الخروج من أرضية ملعب رادس في الخسارة ضد النجم (2 ـ0).
وفي الوقت الذي كان الغريم الترجي، يحتفل بالبطولة عدد 34 في تاريخه، والثامنة في العشر سنوات الأخيرة، كان مشجعو الإفريقي يصبون جام الغضب على المدرب الفرنسي دافيد بيتوني واللاعبين.
ويعد بيتوني، الذي حل لتدريب الإفريقي في يوليو الماضي، حاملا معه صفة "صديق زين الدين زيدان" مدرب ريال مدريد السابق، أحد الأطراف الخمسة التي توجهت نحوها أصابع الاتهام بتدمير موسم الفريق وإخراجه من المنافسة على اللقب بشكل مهين.
وفشل بيتوني في قيادة فريقه إلى الفوز على أي من الأندية أصحاب المراكز الأربعة الأولى، إذ خسر مع الترجي والنجم والمنستيري ذهابا بعد أن تعادل مع جميعهم في مرحلة الذهاب.
وترسخت القناعة لدى السواد الأعظم من جماهير الإفريقي بكون المدرب الفرنسي هو الفاعل الأول في الفشل الذريع لفريقهم في الموسم الحالي، وذلك رغم أنهم لا يزالون يطمحمون للتتويج بالكأس.
وبجانب بيتوني، يضع جماهير النادي الإفريقي والملاحظين الفنيين رئيس النادي هيكل دخيل الطرف الثاني المتهم بإرباك مسيرة النادي بقراراته الاعتباطية وفشله في تسيير الجزء الحاسم من الموسم أي في الجولات الخمس الأخيرة من الدوري.
وقبل مواجهة الترجي في الجولة 27، أي 4 جولات عن النهاية، كان الإفريقي يمسك مع الترجي والمنستيري برهان المنافسة على التتويج، إلا أن خسارته ضد الغريم أبعدته عن اللقب، ثم خسر مع النادي البنزرتي ليودع بطاقة الـتأهل لدوري الأبطال، وبعد ذلك بأيام خسر ضد النجم ليخسر ـ على الأرجح ـ بطاقة الكونفدرالية الإفريقية.
ومع ذلك، يبدو للاعبين النصيب الأكبر من مسؤولية الإخفاق الذريع في موسم 2024 ـ 2025، بحسب الجماهير.
ثلاثي خارج النص
فشل كل لاعبي النادي الإفريقي تقريبا في إرضاء جماهيرهم في الموسم الجاري، باستثناء الليبيين علي يوسف وفهد المسماري، والجزائري عبد المالك قلالش، لكن البقية فشلوا بشكل واضح في إخراج الفريق من أزمته.
ويأتي 3 لاعبين في صدارة الأسماء المغضوب عليها داخل النادي، وفي مقدمة هؤلاء قائد الفريق أحمد خليل الذي يلعب في النادي منذ موسم 2013 ـ 2014، لكنه فشل في إثبات نفسه كقائد حقيقي وفق المشجعين والخبراء.
أما اللاعب الثاني الذي خذل النادي بشكل واضح فهو حمزة الخضراوي المهاجم الجناح الذي انضم للإفريقي قادما من الملعب التونسي بصفقة ناهزت مليون دولار وهي الصفقة المحلية الأغلى في الدوري التونسي في 2024.
❌️ غضب كبير من جمهور الإفريقي 🇦🇹 على اللاعبين مقابل تحية للاعبين محمد الصادق محمود و عبد المالك قلالش على المردود و تحية للاعبي النجم الساحلي🇭🇰
Posted by Nessma Sport on Sunday, May 11, 2025
وسجل الخضراوي 3 أهداف في 29 مباراة شارك فيها، ليفجر موجة من الغضب في أوساط الجماهير التي ألقت عليه المقذوفات أمس لدى الخروج إلى غرف تبديل الملابس بعد نهاية مواجهة النجم الساحلي.
وأخفق الخضراوي الأسبوع الماضي في تسجيل ركلة جزاء في مباراة الإفريقي والبنزرتي والتي أخرجت الفريق من المراهنة رسميا على دوري الأبطال والكونفدرالية.
ويعد بلال آيت مالك، الذي تعاقد معه الإفريقي في صيف 2024، أحد أكثر اللاعبين الذين خذلوا الجماهير وفجروا موجة من الغضب في النادي بعد خروج الفريق من مسابقة الدوري خالي الوفاض.
وحل بلال آيت مالك في الإفريقي في صفقة انتقال حر لمدة موسمين، إلا أنه عجز عن قيادة هجوم فريقه نحو تحقيق نتائج جيدة، وفشل بالخصوص في تسجيل أي هدف في المباريات الكبرى مثل الديربي والكلاسيكو ضد الترجي والنجم تواليا.
ويتنقل النادي الإفريقي يوم الأربعاء لمواجهة مستقبل قابس في الجولة الثلاثين والأخيرة من الدوري، قبل أن يواجه الاتحاد المنستيري في ربع نهائي كأس تونس وهي المنافسة الأخيرة التي يراهن عليها لإنقاذ الموسم.
