أغلق مجلس إدارة النادي الأهلي المصري الباب تماماً أمام محاولات رحيل المهاجم الفلسطيني وسام أبو علي، رافضاً بشكل قاطع كافة العروض المقدمة لضمه والتي لم ترتقِ للتقييم المالي الذي حدده النادي.
وأفادت تقارير من داخل القلعة الحمراء أن الأهلي لن يلتفت لأي عرض يقل عن 10 ملايين دولار، مؤكداً أن مصلحة الفريق وحاجته الفنية لخدمات اللاعب هي الأولوية القصوى، وأن سياسة "لي الذراع" لن تجد لها مكاناً داخل جدران النادي، مهما كانت الضغوط التي يمارسها اللاعب أو وكيله.
تاريخ كرة القدم الحديث مليء بشواهد على أن الأندية الكبرى لا تخضع بسهولة لرغبات اللاعبين في الرحيل، حتى مع وجود عروض خرافية. ولعل أبرز هذه الحالات خمس قصص شهيرة، تمثل كل منها دعماً غير مباشر لموقف الأهلي الحالي:
لا ينسى جمهور كرة القدم مشهد البرازيلي فيليب كوتينيو وهو يبكي في إحدى المباريات، في محاولة للضغط على إدارة ليفربول للسماح له بالانتقال إلى برشلونة.
ورغم رغبة اللاعب الجامحة، تمسك ليفربول بموقفه ورفض العروض المتتالية، حتى أجبر النادي الكتالوني على دفع مبلغ فلكي وصل إلى 142 مليون جنيه إسترليني في يناير 2018. أثبت ليفربول أن النادي هو من يحدد الثمن والتوقيت، وليس رغبة اللاعب.
تعتبر ملحمة كيليان مبابي وباريس سان جيرمان وريال مدريد الدرس الأوضح في كيفية ممارسة النادي لسلطته. على مدار سنوات، استخدم النادي الفرنسي كل حقوقه للحفاظ على نجمه الأول.
وفي صيف 2021، حين كان يتبقى عام واحد فقط في عقد مبابي، قدم ريال مدريد عرضاً ضخماً قُدر بنحو 220 مليون يورو، لكن إدارة باريس سان جيرمان رفضت بشكل قاطع، مفضلة المخاطرة برحيله مجاناً لاحقاً على الرضوخ للضغوط. كان القرار باريسياً خالصاً، مؤكداً أن العقد الساري هو الحاكم الأول والأخير.
في الميركاتو الصيفي الحالي، قدم نادي بنفيكا البرتغالي درساً في كيفية تعظيم الاستفادة من لاعبيه. الظهير الإسباني الشاب ألفارو كاريراس، الذي نشأ في أكاديمية ريال مدريد، لفت أنظار ناديه الأم للعودة.
ورغم أن بنفيكا كان قد فعل بند شراء اللاعب من مانشستر يونايتد مقابل 6 ملايين يورو فقط، فإنه عند التفاوض مع ريال مدريد، تمسك النادي البرتغالي بمطالبه المالية المرتفعة.
لم يرضخ بنفيكا بسهولة، وفي النهاية، أُجبر ريال مدريد على دفع مبلغ يقارب 50 مليون يورو لإتمام الصفقة، مما يثبت أن النادي البائع هو من يملك الكلمة العليا في تحديد قيمة أصوله.
في إيطاليا، قدم نادي نابولي مثالاً في التمسك بحقوقه في قضية المهاجم النيجيري فيكتور أوسيمين. رغم العروض المغرية التي انهالت على اللاعب من كبار أندية أوروبا، وعلى رأسها أندية الدوري السعودي، وضع الرئيس أوريليو دي لورينتيس شرطاً جزائياً ضخماً في عقده، ورفض التفاوض على أي مبلغ أقل منه.
تمسك نابولي بتقييمه للاعب، ولم يرضخ لأي ضغوط، ليؤكد أن من يريد خدمات أوسيمين عليه أن يدفع الثمن الذي يراه النادي مناسباً.
شهدت علاقة الحارس الإسباني ديفيد دي خيا مع مانشستر يونايتد فصولاً من الشد والجذب، أشهرها قصة انتقاله الوشيك إلى ريال مدريد في 2015 والتي فشلت في اللحظات الأخيرة.
ورغم وجود اهتمام من أندية كبرى، كان لمانشستر يونايتد الكلمة العليا في تفعيل بنود التمديد في عقده أو تحديد مستقبله، مما يؤكد أن النادي هو المتحكم الرئيسي في مصير لاعبيه طالما أن العقد سارٍ.
هذه الأمثلة العالمية تقدم دعماً قوياً لموقف الأهلي، الذي لا يختلف في فلسفته عن هذه الأندية الكبرى.
فالنادي استثمر في وسام أبو علي، واللاعب مرتبط بعقد طويل الأمد، ومن حق الأهلي أن يحدد قيمته السوقية وأن يقرر ما إذا كان العرض المقدم يوازي أهميته الفنية وقيمته كأصل من أصول النادي.