logo
رياضة

حدث عفوي فضح الكارثة.. "السر" الذي دمر غرفة ملابس الأهلي المصري

ياسر إبراهيم نجم الأهلي المصريالمصدر: حساب الأهلي المصري على فيسبوك

لم تكن مجرد لحظة غضب عابرة، بل كانت أشبه بكرة ثلج صغيرة بدأت تتدحرج لتكشف عن جبل جليدي من الأزمات المتراكمة، المشهد الذي كان بطله مدافع النادي الأهلي المصري، ياسر إبراهيم، وهو يعترض بحدة على عدم منحه جائزة "رجل المباراة"، كان بمثابة حدث عفوي فضح المستور وكشف عن "السر" الذي نخر في جسد غرفة ملابس القلعة الحمراء طويلاً، قنبلة الأنانية وتفاوت العقود المالية التي أشعلت نار الغيرة ودمرت روح الفريق.

الواقعة، التي قد تبدو بسيطة في ظاهرها، كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، فهي لم تعكس مجرد رغبة فردية في التقدير، بل كانت تعبيراً صارخاً عن حالة من التذمر والاحتقان المكتوم بين اللاعبين.

أخبار ذات علاقة

ياسر إبراهيم في مباراة الأهلي وحرس الحدود

تحدث مع المراقب.. غضب نجم الأهلي المصري بعد فوز زميله بجائزة رجل المباراة(فيديو)

أخبار ذات علاقة

احتفال لاعبي الأهلي المصري

أكثر لاعب أبهر جماهير الأهلي المصري أمام حرس الحدود

هذا الاعتراض العلني، الذي حاول قائد الفريق محمد الشناوي احتواءه سريعاً، فتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات خطيرة حول البيئة الداخلية للفريق، الذي طالما تغنى بقيمه ومبادئه الراسخة. هل تحولت "روح الفانيلة الحمراء" إلى مجرد شعار، وحل محلها التركيز على "الأنا" والمكتسبات الشخصية؟

"فيروس" العقود المليونية

تزامنت أزمة ياسر إبراهيم مع تصاعد الحديث عن "فيروس" يضرب استقرار الفريق، وهو التفاوت الصارخ في العقود، ففي الوقت الذي يتقاضى فيه لاعبون مثل محمود حسن "تريزيغيه" وأحمد سيد "زيزو"، العائدان بصفقات مدوية، أرقاماً فلكية يقدرها البعض بـ 100 مليون جنيه شاملة الحملات الإعلانية ورواتب بالعملة الصعبة، يشعر آخرون بالغبن والتهميش. 

هذه الفجوة المالية الهائلة خلقت طبقات داخل الفريق الواحد، وأثرت بشكل مباشر على أداء نجوم كانوا في الأمس القريب من الركائز الأساسية.

أخبار ذات علاقة

ياسر إبراهيم

أول رد فعل من ياسر إبراهيم بعد انتشار فيديو غضبه من فوز زميله بـ"رجل المباراة"

تمرد إمام عاشور.. شرارة أخرى

لم تكن أزمة العقود لتمر دون أن يكون لها ضحايا أو "متمردون"، وهنا يبرز اسم إمام عاشور، اللاعب الذي انضم في صفقة أثارت جدلاً واسعاً، ليجد نفسه اليوم في قلب أزمة جديدة.

مطالب عاشور المتكررة بتعديل عقده لمساواته بالفئة الأولى، وتوتر علاقته بالإدارة، كلها مؤشرات على أن اللاعب يشعر بأنه ضحية هذا التمييز المالي. 

أزمة عاشور ليست حالة فردية، بل هي انعكاس لمرض خطير بدأ يتفشى، حيث أصبح الولاء للنادي يقاس بقيمة العقد، وبات التركيز منصباً على تأمين المستقبل المالي حتى لو كان ذلك على حساب استقرار الفريق ومصلحته العليا.

 

 

من المسؤول عن "الكارثة"؟

لقد كشف اعتراض ياسر إبراهيم، وما سبقه من تجليات لأزمات عاشور وغيره، أن غرفة ملابس الأهلي لم تعد تلك الغرفة المحصنة التي لا تخترقها الأهواء الشخصية، لقد تحولت إلى ساحة للصراعات الصامتة، حيث الغيرة من العقود الضخمة، والرغبة في "اللقطة" والمجد الشخصي، تطغى على الأداء الجماعي.

إن ما حدث ليس مجرد أزمة نتائج عابرة يمكن حلها بتغيير مدرب أو إداري، بل هي أزمة قيم ومبادئ. لقد فضحت "واقعة" عفوية كارثة كانت تتشكل في الخفاء، وأظهرت أن "السر" الذي دمر غرفة ملابس الأهلي يكمن في تلك "القنبلة الموقوتة": الأنانية التي تغذيها الملايين، والتي تهدد بتفجير ما تبقى من أسطورة الفريق الواحد.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC