في خضم الشائعات المتصاعدة التي تربط النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بالانتقال إلى صفوف النادي الأهلي السعودي، تثار تساؤلات عديدة حول إمكانية حدوث هذه الصفقة المدوية خلال فترة الانتقالات الشتوية القادمة في شهر يناير.
ورغم الإغراءات المالية الضخمة التي قد يقدمها النادي الراقي، يبدو أن هناك عدة عوامل رئيسة قد تدفع إدارة الأهلي للتفكير مليًّا قبل اتخاذ قرار كهذا، بل وربما تفضل تأجيل هذه الخطوة أو حتى صرف النظر عنها تمامًا في الوقت الحالي.
ففي تصريحات حديثة، نفى الإعلامي الرياضي خالد الزهراني وجود أي مفاوضات جارية بين الأهلي وميسي في الوقت الراهن بشأن الانضمام في يناير القدام، مؤكدًا أن كل تركيز ضمه في خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.
هذا التصريح يفتح الباب واسعًا أمام التكهنات حول الأسباب الكامنة وراء هذا التوجه، خاصة مع الرغبة الجماهيرية العارمة في رؤية الأسطورة الأرجنتينية بقميص الفريق الأخضر.
@eremsports نبيذ ليونيل ميسي يفوز بلقب الأفضل بين منتجات اللاعبين الشهيرة #sportsontiktok
♬ original sound - إرم سبورت - Erem Sports
لعل من أبرز هذه الأسباب ضرورة إغلاق قائمة اللاعبين الأجانب خلال فترة الانتقالات الصيفية. فبينما يمتلك الأهلي حاليًّا عددًا محدودًا من المراكز الشاغرة للاعبين غير السعوديين، فإن التعاقد مع لاعب بحجم وقيمة ليونيل ميسي في يناير قد يعني خسارة فرصة التعاقد مع لاعبين أجانب آخرين يحتاجهم الفريق في مراكز مختلفة خلال الصيف الحالي.
هذا السيناريو يضع الإدارة في مفترق طرق صعب، حيث يتعين عليها الموازنة بين حسم صفقة تاريخية، مثل ميسي، وبين تلبية احتياجات الفريق الشاملة استعدادًا للموسم الكروي الجديد.
علاوة على ذلك، يمثل حضور اللاعبين المهمين لفترة الإعداد للموسم الجديد أهمية قصوى، ولا يستثنى من هذه القاعدة حتى أسطورة بحجم ليونيل ميسي.
فالانسجام التكتيكي والبدني للفريق يبدأ خلال هذه الفترة، وغياب لاعب محوري، مثل ميسي عن هذه التحضيرات قد يؤثر سلبًا على أدائه وانسجامه مع زملائه داخل الملعب.
وبالتالي، فإن انضمام ميسي في يناير سيحرمه من هذه الفترة المهمّة؛ ما قد يقلل جاهزيته للمساهمة الفعالة مع الفريق في النصف الثاني من الموسم.
@eremsports صورة لركبتي ميسي تثير قلق الجماهير بشأن حالته الصحية #sportsontiktok
♬ original sound - إرم سبورت - Erem Sports
من جانب آخر، لا يمكن إغفال الجانب المالي للصفقة، والذي سيكون باهظ التكاليف بكل المقاييس. فراتب ميسي وحده يمثل عبئًا ماليًا ضخمًا، فضلًا عن قيمة الصفقة نفسها إن وجدت.
وقد ترى إدارة الأهلي، أن هذه الأموال الطائلة من الأفضل استثمارها في تعزيز صفوف الفريق بلاعبين آخرين خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، خاصة إذا لم يكن هناك ضمان قاطع بانتقال ميسي في يناير.
فإذا تغيرت خطط اللاعب الأرجنتيني وقرر البقاء مع فريقه لما بعد نهاية عقده، فإن هذه الأموال ستكون قد انتظرت كثيرًا دون تحقيق الهدف المنشود بدعم الفريق في الصيف، بينما كان يمكن استغلالها في بناء فريق قوي ومتكامل قادر على المنافسة على الألقاب وبشكل فوري دون انتظار يناير القادم.
أخيرًا، يخشى مسؤولو الأهلي من احتمال تغيير ميسي لرأيه والبقاء مع فريقه الحالي لما بعد نهاية عقده إذا تم تأجيل الصفقة إلى يناير. ففي عالم كرة القدم، كل شيء وارد، وقد تطرأ مستجدات تجعل اللاعب يفضل الاستمرار في تجربته الحالية أو الانتقال إلى وجهة أخرى.
وبالتالي، فإن ترك الباب مفتوحًا حتى يناير يمثل مخاطرة من جانب الأهلي، حيث قد يخسر فرصة التعاقد مع اللاعب في نهاية المطاف بعد أن يكون صرف النظر عن خيارات أخرى لتعزيز صفوفه في الصيف.
في الختام، يبدو أن هناك العديد من الأسباب المنطقية التي قد تدفع النادي الأهلي السعودي للتفكير مليًا قبل الإقدام على خطوة ضم ليونيل ميسي في يناير، مفضلًا التركيز على تعزيز صفوف الفريق خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية لضمان بناء فريق قوي ومتكامل قادر على تحقيق طموحات الجماهير في الموسم الكروي القادم.
