تزايدت في الآونة الأخيرة الأخبار التي تتناول اقتراب عدد من نجوم الكرة السعودية البارزين من الاحتراف خارج المملكة العربية السعودية؛ إذ أشارت تقارير، مثل تلك التي نشرتها صحيفة "الشرق الأوسط"، إلى أن لاعبين أمثال فراس البريكان، وعبد الكريم دارسي، وعواد أمان، وعبد الملك العييري، باتوا قريبين من الانتقال إلى دوريات خارجية.
وقد سلطت هذه الأخبار الضوء على أهمية احتراف اللاعب السعودي في الدوريات الأجنبية، كونه يساهم بشكل كبير في اكتساب الخبرات وتطوير المهارات، وهو ما أكده الصحفي الرياضي محمد الشيخ الذي شدد على ضرورة خروج عدد كبير من اللاعبين للاحتراف والاحتكاك بالنجوم العالميين في الدوريات الخارجية واكتساب الخبرات اللازمة.
الاحتراف.. الطريق نحو العالمية
لا شك أن احتراف اللاعبين السعوديين في الخارج يعتبر خطوة حاسمة على طريق تطوير الكرة السعودية؛ إذ يتيح للاعبين فرصة الاحتكاك بمدارس كروية مختلفة، واكتساب خبرات جديدة، كما يساهم في صقل مواهب اللاعبين ورفع مستواهم الفني والبدني، فضلاً عن كونه يعد فرصة ذهبية للاعبين لإثبات قدراتهم والتألق على المستوى العالمي، ورفع اسم بلادهم عالياً في المحافل الدولية.
نجوم يجب أن يحترفوا
إلى جانب الأسماء التي تناولتها الأخبار الرياضية مؤخراً، هناك لاعبون آخرون يستحقون فرصة الاحتراف في الخارج، ومن أبرزهم: متعب الحربي، مصعب الجوير، طلال حاج، سعد الموسى ومحمد أبو الشامات.
ويعد هؤلاء اللاعبون من أبرز المواهب الكروية في المملكة العربية السعودية، ويملكون جميع المقومات التي تؤهلهم للتألق في الدوريات الخارجية.
جيل تاريخي.. قادر على صناعة المجد
إن احتراف هؤلاء النجوم الواعدين يساهم بلا شك في بناء جيل تاريخي من اللاعبين السعوديين القادرين على المنافسة على أعلى المستويات، وتحقيق إنجازات تاريخية للكرة السعودية.
وسيكون هذا الجيل، بفضل ما اكتسبه من خبرات في الدوريات الخارجية، قادراً على المنافسة بقوة على لقب كأس آسيا 2027 التي تقام في السعودية، وتحقيق نتائج إيجابية في كؤوس العالم المقبلة، بالأخص في نسخة 2034 التي ستقام في المملكة.
الاستثمار في المستقبل
إن الاستثمار في احتراف اللاعبين يعد استثماراً في مستقبل الكرة السعودية؛ إذ يساهم في تطوير مستوى اللاعبين والمنتخبات الوطنية، ويعزز مكانة الكرة السعودية على الساحة العالمية.
ويجب على الأندية السعودية دعم احتراف اللاعبين بكل قوة، وتوفير جميع الإمكانيات اللازمة لنجاحهم في الدوريات الخارجية، بدءاً من الدعم المادي والمعنوي، وصولاً إلى توفير التدريب اللازم والرعاية الطبية المتكاملة.
كأس العالم 2034.. الحلم الكبير
استضافة المملكة العربية السعودية لكأس العالم 2034 تعد فرصة تاريخية يجب استغلالها بأفضل شكل ممكن، من خلال بناء جيل قوي ومتمرس من اللاعبين القادرين على المنافسة على أعلى المستويات، وتحقيق إنجاز تاريخي في كأس العالم، يليق باسم المملكة ومكانتها الكروية.
مواجهة عمالقة كرة القدم العالمية بالأسماء الحالية قد ينتج عنها انتصار على فريق مثل الأرجنتين، لكنه لن يحقق أي إنجاز ملموس في كأس العالم، لهذا يجب دعم احتراف مثل هؤلاء النجوم الشباب في مثل هذه السن سعياً لنجاحات أكبر في المستقبل.