الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض طائرتين مسيّرتيْن تم إطلاقهما من اليمن

logo
رياضة

مجلس مؤقت.. هزائم متتالية وأزمات في الدوري.. قصّة السقوط المدوي للكرة التونسية

أحرز منتخب تونس لقبه الأفريقي الوحيد عندما استضاف كأس أمم أفريقيا 2004
مجلس مؤقت.. هزائم متتالية وأزمات في الدوري.. قصّة السقوط المدوي للكرة التونسية
منتخب تونس تأهل في المركز الثاني بالمجموعة الأولىالمصدر: منصات التواصل
20 نوفمبر 2024، 5:34 م

لم تكن الخسارة المهينة التي تلقّاها منتخب تونس أمام نظيره الغامبي، الاثنين الماضي، ضمن الجولة الأخيرة لتصفيات أمم أفريقيا 2025، سوى حلقة جديدة من قصة طويلة عنوانها الأبرز: التراجع المدوي لكرة القدم التونسية والتي بدأت أول فصولها في مثل هذا الوقت من العام الماضي.

وفي 23 أكتوبر 2023، اعتقلت السلطات رئيس اتحاد الكرة في ذلك الوقت وديع الجريء بتهمة التورط في تجاوزات إدارية وفساد مالي قبل أن يعقبه انهيار للمنتخب والأندية، وأزمات في الدوري، واتهامات للحكام.

 واستمر تراجع منتخب تونس حتى الجولة الأخيرة من تصفيات "الكان 2025" التي كشفت بوضوح أن اللعبة الشعبية الأولى في البلاد تحتاج إلى مراجعة عميقة لاستعادة هيبتها عربيًا وقاريًا، وحضورها عالميًا.

وفجّرت خسارة تونس على أرضها، أمام غامبيا بهدف دون ردٍ، الاثنين الماضي، ضجة من الانتقادات وموجة غير مسبوقة من الغضب على اللاعبين، والجهاز الفني، والمسؤولين، كما خلفت مشاعر من الحسرة على استمرار النتائج الهزيلة للمنتخب الأول في 2024 بعد أن كانت بداية العام شهدت خروجًا مدويًا من نهائيات كأس أمم أفريقيا في كوت ديفوار.

اعتقال ونتائج مخيبة للآمال

وفي شهر أكتوبر 2023، بدأت الحبات الأولى لعقد كرة القدم التونسية تنفرط، وتنبئ بمستقبل غامض، وذلك بعدما أثارت وزارة الرياضة ملف توقيع عقود مدربين للشبان ومديرين فنيين في الاتحاد بطريقة شابتها الكثير من الخروقات، ما أفضى إلى اعتقال رئيس الاتحاد وديع الجريء الرئيس الذي تم انتخابه، في 2012، لأول مرة رئيسًا جديدًا لاتحاد كرة القدم قبل أن يعاد انتخابه في مناسبتين: 2016 و2020.

ودخلت كرة القدم عقب اعتقال الجريء (53 عامًا) مربعًا من الفوضى والخلافات بعد أن أعلن عدة أعضاء في مجلس اتحاد الكرة استقالاتهم، قبل أن يتولى واصف جليل نائب الرئيس في ذلك الوقت مهام رئاسة الاتحاد مؤقتًا، فيما سخّر الاتحاد كل جهوده للدفاع عن الجريء في المحاكم التونسية.

واستمرت الأوضاع المتردية لمنتخب تونس الأول عندما خرج خالي الوفاض من الدور الأول لكأس أمم أفريقيا 2024 في كوت ديفوار مطلع العام الجاري.

وتلقت تونس خسارة في افتتاح مشاركتها الأفريقية أمام ناميبيا (1 ـ 0) قبل أن تكتفي بالتعادل مع مالي، وجنوب أفريقيا، لتكون أول المنتخبات التي تغادر الأراضي الإيفوارية.

وفي أكتوبر الماضي، حل منتخب تونس في المركز 41 عالميًا في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وهو أسوأ تصنيف في تاريخ "نسور قرطاج" منذ عقود عدة، ما كشف بوضوح أن الكرة التونسية تعيش أحلك فتراتها.

أخبار ذات علاقة

قيس اليعقوبي (يسار) مع رئيس اتحاد كرة القدم كمال ايدير

"يدفعون المال لضمّ نجوم أوروبا".. مدرب تونس يفجّر موجة غضب في المغرب والجزائر

  وفجرت تلك الخيبة ردود أفعال غاضبة في الأوساط الكروية، لتفرز استقالة جماعية لمجلس اتحاد الكرة، ثم إقالة المدرب جلال القادري، وتعويضه بمنتصر الوحيشي الذي قاد تونس في 4 مباريات، كانت بدايتها في الدورة الدولية للعاصمة الإدارية في مصر خلال مايو الماضي، قبل أن تنتهي بالتعادل سلبًا مع منتخب ناميبيا، في يونيو الماضي، ضمن تصفيات كأس العالم 2026.

4 مدربين خلال 8 أشهر

معاناة الكرة التونسية لم تتوقف عند ذلك الحد، بل استمرت بعدما تم تعيين فوزي البنزرتي، المدرب التونسي المخضرم على رأس المنتخب الأول في عهدة هي الرابعة في مسيرته، لكن مشواره مع نسور قرطاج لم يعمّر طويلاً، إذ قاد المنتخب في 4 مباريات، كانت بدايتها بالفوز على مدغشقر في 5 سبتمبر ونهايتها بالتعادل أمام جزر القمر في 16 أكتوبر الماضي، وبينهما كانت تونس فازت على غامبيا (2 ـ 1) وخسرت أمام جزر القمر (1 ـ0) لتنتهي حقبة البنزرتي سريعًا.

وقبل ملاقاة مدغشقر ضمن الجولة الخامسة من تصفيات أمم أفريقيا 2025، عين المجلس المؤقت لاتحاد الكرة، الذي يرأسه كمال إيدير بتعيين من الفيفا، قيس اليعقوبي مدربًا مؤقتًا لاستكمال مشوار التصفيات.

أخبار ذات علاقة

فوزي البنزرتي

البنزرتي مدرب تونس لـ"إرم نيوز": علاقتي جيدة باللاعبين وطباعي القاسية عامل تحفيز

 وحققت تونس فوزًا على مدغشقر في الأنفاس الأخيرة من المباراة، (3 ـ 2)، لتضمن التأهل للنهائيات، لكنها خسرت بعد ذلك بأربعة أيام على أرضها أمام غامبيا (1 ـ 0) لتنهي التصفيات في المركز الثاني خلف جزر القمر وتفرز زلزالاً من ردود الأفعال طال اتحاد الكرة والمدرب قيس اليعقوبي، وشمل أيضًا كل اللاعبين بعد أداء متواضع على امتداد مشوار التصفيات. 

وكانت خسارة تونس أمام غامبيا هي الثانية على التوالي على أرضها في نتيجة سلبية تحصل للمرة الأولى للمنتخب المتوج بطلاً لأفريقيا في 2004.

أزمة ثقة في الدوري

وزادت الأوضاع العامة المتدهورة للكرة التونسية، وعدم استقرار مجلس الإدارة الذي تم تعيينه بشكل مؤقت حتى عقد انتخابات سابقة لأوانها في يناير 2025، في إثارة الكثير من الأسئلة الحارقة حول مآل كرة القدم في تونس على صعيد الأندية والمنتخبات بكل فئاتها.

وفضلاً عن خيبات المنتخب الأول المتعاقبة، شهدت مسابقة دوري المحترفين أزمة ثقة بين الأندية والحكام، وبين الأندية واتحاد الكرة.

وأعلن حكام الدوري، في سبتمبر الماضي، رفضهم إدارة المباريات بسبب استمرار العنف المسلط عليهم من قبل الجماهير والمسؤولين، ونتيجة تأخر صرف مستحقاتهم.

ونجح اتحاد الكرة نسبيًا في تسوية الأزمة ودفع الحكام لاستئناف نشاطهم، لكن أحداث العنف والاتهامات ضد الحكام لم تتوقف بل ازدادت وتيرتها في كثير من المباريات.

النيجيري إيدوه لاعب الإفريقي أول المغادرين

وشهدت الكرة التونسية أوج تألقها في السبعينيات من القرن الماضي عندما كان منتخب نسور قرطاج أول منتخب عربي وأفريقي يحقق فوزًا في تاريخ المونديال، وذلك بانتصاره على المكسيك (3 ـ 1) قبل التعادل مع ألمانيا (0 ـ 0)، والخسارة مع بولندا (1 ـ0).

منتخب تونس المتوج بكأس أمم إفريقيا

وفي بداية الألفية الحالية، حققت الكرة التونسية نجاحات لافتة عبر المنتخب الأول، عندما بلغت نصف نهائي كأس أمم أفريقيا 2000، ثم أحرزت اللقب الوحيد في تاريخها، وذلك عندما استضافت النهائيات في 2004.

وفي العام ذاته، تأهلت تونس لدورة الألعاب الأولمبية (أثينا 2004)، وحققت انتصارًا تاريخيًا على حساب صربيا (3 ـ 2) قبل أن تشارك في كأس القارات 2005 ثم في مونديال 2006 في ألمانيا، و2018 في روسيا و2022 في قطر والذي سجلت فيه الكرة التونسية فوزًا تاريخيًا على حامل اللقب في ذلك الوقت منتخب فرنسا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC