أثارت تصريحات الإعلامي الرياضي عبد الرحمن العامر جدلاً واسعًا في الأوساط الكروية السعودية والعالمية، حينما أشار في تصريحات تلفزيونية إلى أن إدارة نادي الهلال السعودي ربما تكون قد رفضت فكرة التعاقد مع الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي.
هذه التصريحات، وإن لم يتم تأكيدها بشكل رسمي من قبل إدارة النادي، فتحت الباب للتساؤلات حول الأسباب التي قد تدفع فريقًا بحجم الهلال، والذي كان يُعد، في وقت سابق، الأقرب لضم النجم الأرجنتيني، إلى اتخاذ مثل هذا القرار.
فإذا ما افترضنا جدلاً صحة هذه التقارير، فمن الممكن أن تكون هناك عدة عوامل قد ساهمت في هذا التوجه، تتراوح بين اعتبارات فنية وإستراتيجية ومالية.
رفض ميسي السابق: تأثير في المفاوضات اللاحقة
أحد الأسباب المحتملة لرفض الهلال التوقيع مع ليونيل ميسي قد يكون مرتبطًا بالرفض السابق الذي أبداه اللاعب للعرض المقدم من النادي في صيف العام 2023. حينها، فضل ميسي الانتقال إلى إنتر ميامي الأمريكي، مشيرًا إلى أسباب شخصية وعائلية.
من الممكن أن تكون إدارة الهلال قد استشعرت بعد ذلك الرفض السابق تحفظًا من جانب اللاعب ورغبة أقل في الانضمام إلى الدوري السعودي، مما دفعها إلى إعادة تقييم الأمر والنظر في خيارات أخرى. قد يكون هذا الرفض الأول قد ترك أثرًا في العلاقة بين الطرفين، وجعل الهلال أقل إصرارًا على إتمام الصفقة في المستقبل.
تكتيك إنزاغي: هل يتناسب أسلوب الضغط مع ميسي؟
سبب آخر محتمل قد يتعلق بالأسلوب التكتيكي الذي يعتمده المدير الفني الحالي لنادي الهلال، سيموني إنزاغي. يُعرف عن إنزاغي تفضيله لأسلوب اللعب الذي يعتمد على الضغط العالي والمستمر من جميع أفراد المنظومة، بدءًا من خط الهجوم وصولًا إلى خط الدفاع.
قد ترى إدارة الهلال والجهاز الفني أن هذا الأسلوب قد لا يتناسب تمامًا مع ليونيل ميسي، البالغ من العمر 39 عامًا، والذي قد يفضل أدوارًا أكثر حرية في الثلث الهجومي مع تقليل المجهود البدني في عملية الضغط الدفاعي.
قد يكون هناك قناعة بأن الأسلوب الجماعي الذي يفضله إنزاغي قد لا يستفيد بالشكل الأمثل من قدرات ميسي الفردية في مناطق معينة من الملعب.
تقدم عمر ميسي: نظرة مستقبلية للاستثمار
لا يمكن تجاهل عامل العمر في مثل هذه الصفقات الكبيرة. ليونيل ميسي، على الرغم من استمرار تقديمه مستويات رائعة في الولايات المتحدة، إلا أنه يقترب من نهاية مسيرته الكروية الاحترافية.
قد تكون إدارة الهلال قد نظرت إلى هذه النقطة وأخذتها في الحسبان عند تقييم جدوى التعاقد معه. ربما رأت الإدارة أن استثمار مبلغ مالي ضخم في لاعب في هذا العمر قد لا يكون الخيار الأمثل على المدى الطويل، خاصةً مع إمكانية استغلال هذه الموارد في بناء فريق شاب وقادر على المنافسة لسنوات مقبلة.
قيمة الصفقة الضخمة: تفضيل توزيع الاستثمارات
أخيرًا، لا شك أن قيمة صفقة التعاقد مع ليونيل ميسي ستكون فلكية، تشمل الراتب والمكافآت، وحقوق الصور، وغيرها من البنود. قد تكون إدارة الهلال قد فضلت استغلال هذا المبلغ الكبير في إبرام عدة صفقات أخرى لتدعيم صفوف الفريق في أكثر من مركز، بدلًا من التركيز على لاعب واحد مهما كانت قيمته التسويقية والفنية.
من الممكن أن تكون الإدارة ترى أن بناء فريق متكامل وقوي في جميع الخطوط هو الخيار الأفضل لضمان تحقيق الأهداف على المدى القصير والطويل، وأن توزيع الاستثمارات على أكثر من لاعب قد يعود بعائد أفضل على النادي.
في الختام، تبقى هذه الأسباب مجرد تحليلات وتكهنات مبنية على تصريحات إعلامية وظروف محيطة بالصفقة المحتملة. يبقى السؤال حول حقيقة رفض الهلال التوقيع مع ليونيل ميسي معلقًا بانتظار أي تأكيد رسمي من النادي.
إلا أن هذه الأسباب المطروحة تقدم نظرة محتملة حول الاعتبارات المعقدة التي قد تدفع أندية بحجم الهلال لاتخاذ قرارات استراتيجية حتى فيما يتعلق بأسماء بحجم الأسطورة الأرجنتينية.