فجّرت الشكوى التي أثارها نادي مازيمبي الكونغولي، بإعلانه اللجوء إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لإثبات تهمة التدليس ضد النادي الإفريقي التونسي، موجة من الجدل وردود الأفعال التي لم تهدأ في الأوساط الكروية في تونس.
ووجّه مازيمبي الكونغولي اتهامات خطيرة ضد النادي الإفريقي فيما يتعلق بالمهاجم فيليب كينزومبي الذي تعاقد معه الفريق التونسي في الصيف الماضي، وسط خلافات قانونية وأزمة مع إدارة مازيمبي التي اعتبرت أن عقد كينزومبي غير قانوني.
وبعد أكثر من 6 أشهر على ارتدائه قميص الإفريقي، أثار مازيمبي ضجة قوية في محيط الإفريقي عندما نشر مساء الاثنين بيانا استنكر فيه ما اعتبره محاولة مكشوفة لتزوير وثائق فيليب كينزومبي وتغيير جنسيته من قبل مسؤولي الإفريقي؛ بهدف الاعتماد عليه لاعبا محليا وليس أجنبيا.
وتنص قوانين الدوري التونسي على الاعتماد على 4 لاعبين أجانب فقط مسجلين على ورقة المباراة، في حين يملك كل فريق حق التعاقد مع 6 أجانب في الموسم الواحد.
من حمى الاعتراضات إلى اتهامات التزوير
ورغم أن الإفريقي لم يعتمد ـ خلال المباريات التي خاضها حتى الآن ـ على أكثر من 4 لاعبين أجانب، أكد نادي مازيمبي لجوءه للاتحاد الدولي لكرة القدم لمقاضاة النادي الإفريقي واللاعب كينزومبي بتهمة التزوير، وفق بيان رسمي.
ولم يكن مازيمبي والإفريقي وكينزومبي فقط أطرافا ثلاثة للقضية التي أثارت ردود فعل واسعة في تونس، بل دخل مشجعو الترجي، الغريم الأزلي للإفريقي، ليكونوا طرفا رابعا بعد نشر تدوينات تتهم الأخير بالتزوير والتدليس.
وطالب عدد كبير من مشجعي الترجي التونسي بفرض عقوبات على الإفريقي ولاعبه، بوقفه عن النشاط وسحب النقاط التي حصل عليها الفريق في المباريات التي شارك فيها كينزومبي.
ونفى الإفريقي التهم المنسوبة إليه بالتزوير، وأكد المتحدث الرسمي للنادي علي علولو أن ما يثار حول القضية مجرد فرقعة إعلامية من قبل نادي مازيمبي بسبب خلافات سابقة مع لاعبه.
في المقابل، لم يصدر عن الاتحاد التونسي لكرة القدم ولا رابطة دوري المحترفين أي تعليق حول اتهامات نادي مازيمبي.
وتشهد العلاقة بين الإفريقي والترجي، وبين جماهير الفريقين، صخبا متواصلا تخطى مدرجات الملعب ليأخذ من منصات التواصل فضاء ساخنا سرعان ما اندلعت في محيطه نيران التنافس والاتهامات بين الطرفين.
ومنذ أسابيع قليلة، أٌثيرت قضية الاعتراضات على نتائج المباريات في الدوري وفجّرت موجة من الجدل، خصوصا بعدما حصل الإفريقي في بداية الموسم على 3 نقاط في مباراته أمام اتحاد بن قردان بسبب خطأ إداري من الأخير في إشراك لاعب كان حتى تلك المباراة تحت طائلة العقوبة.
ولم تكد تنتهي "حمى الاعتراضات" حتى اندلعت قضية الاتهامات بالتزوير بين الترجي والإفريقي، بعد أن رد جمهور الفريق الأحمر والأبيض على قضية "كينزومبي" بإثارة شبهة تزوير الترجي عمر أحد لاعبيه الأجانب.
ونشر مشجعون للإفريقي صورا مرفوقة ببيانات للاعب الإيفواري للترجي عبد الرحمان كوناتي، مؤكدين أن اللاعب وفريقه سيكونان تحت طائلة المساءلة القانونية بسبب الاشتباه بتزوير عمر اللاعب.
ونشرت مجموعات وحسابات تنتمي لمشجعي الإفريقي صورا لعبد الرحمان كوناتي يشتبه بأنها دليل على تزوير عمر اللاعب الإيفواري الذي سبق له المشاركة عام 2020 في كأس العالم للشباب (دون 20 عاما) مع منتخب بلاده، في حين تشير البيانات الحالية الخاصة به إلى أن عمره لا يتعدى 18 عاما.
تزوير للسنّ أم رد فعل؟
واعتبر مشجعون للإفريقي أن الترجي تعمد تزوير عمر اللاعب لقيده ضمن التعاقدات الخاصة بمن هم دون 21 عاما.
وتمنح قوانين الاتحاد التونسي لكرة القدم الأندية حق التعاقد مع 3 لاعبين أجانب دون السن القانونية (دون 21 عاما)، وهو ما يجعل كوناتي في حالة خرق قانوني في حال ثبوت أنه فوق سن الحادية والعشرين.
وشهد الموسم الجاري تنافسا قويا بين الترجي والإفريقي، خلافا للمواسم السابقة التي فرض فيها الفريق الأحمر والأصفر سيطرته بشكل كلي على الدوري، في حين تراجعت نتائج الإفريقي وابتعد عن الواجهة.
وبعد بداية صعبة في الدوري التونسي للمحترفين، ارتقى الترجي لصدارة الترتيب بعد سلسلة إيجابية من 5 انتصارات ليصل إلى 42 نقطة. في المقابل مرّ الإفريقي بفترة صعبة جدا في آخر 5 مباريات وتراجع إلى المركز الخامس برصيد 37 نقطة.
