ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
تسببت موجة الاعتراضات على نتائج مباريات الدوري التونسي في اندلاع موجة من الجدل وردود الأفعال حول "مصداقية" المسابقة ونزاهة المباريات فيما دفعت كثيرا من المتابعين إلى المطالبة بإعادة النظر في القوانين المنظمة لسلّم العقوبات في الدوري.
وبعد مرور 16 جولة من الدوري التونسي للمحترفين للموسم الجاري، استفحلت ظاهرة الاعتراضات على النتائج، وغصّت أروقة مكاتب رابطة دوري المحترفين بشكاوى قدمتها أندية للمطالبة بكسب نقاط المباريات وإعلان انتصارها على المنافس بدعوى ارتكابه خطأ إداريا في تشريك لاعب معاقب أو وقوع النادي تحت طائلة عقوبة إدارية ومالية.
وشن متابعون حملة انتقادات لاذعة ضد الأندية التي لجأت للاعتراض على نتائج مبارياتها، وتقديم طعون للحصول على نقاط مباريات لم تفز فيها على المستطيل الأخضر، معتبرين أن الأمر تحول إلى "مهزلة" تضاف إلى سلسلة طويلة من الفضائح الكارثية للكرة التونسية وللدوري الذي يعيش على وقع موجة من التشكيك في نزاهة مبارياته واتهامات بالتلاعب.
3 نقاط ثمنها 9 دولارات!
ووصف أحد المحامين المتخصصين في القانون الرياضي ما تقوم به بعض النوادي من طعن في نتائج المباريات التي تعادلوا أو انهزموا فيها بأن الأمر أصبح بمثابة "العار" على تلك النوادي وعلى مسؤوليها.
وقال علي عباس المحامي المتخصص في النزاعات الرياضية في تصريح لـ"إرم نيوز" :"عار على كل ناد يطالب بنقاط الفوز بسبب ملف لم يكن فيه أي تداخل في المباراة، لو كان الأمر متعلقا بتشريك لاعب تحت طائلة العقوبة فهناك مشروعية بالفعل للمطالبة بنقاط الفوز، لكن أن يصبح كل تعثّر دافعا لتقديم اعتراض فالوضع لا يتحمل مزيدا من المهازل".
وأضاف عباس: "كل ما ليس له دخل على أرض الملعب وفي منافسة بين 11 لاعبا و11 آخرين لا يمكن قبول الاعتراض فيه، لا بد من تغيير قوانين الدوري، هل من المعقول هزم ناد جزائيا بسبب عدم خلاص خطية مالية قدرها 30 دينارا (9 دولارات)، الأمر لا يستقيم بتاتا".
وقدمت بعض الأندية اعتراضات على نتائج مبارياتها بدعوى أن الأندية المنافسة لم تقم بخلاص عقوبات مالية تتعلق بحصول لاعبيها على بطاقات صفراء.
وتنص قوانين جديدة في دوري المحترفين التونسي على أن كل ناد مطالب بدفع 30 دينارا (9 دولارات) عن كل بطاقة صفراء و50 دينارا (16 دولارا) للاعب من لاعبيه، فيما تعلن الرابطة عن بقية العقوبات حسب أحداث المباراة وتتراوح بين 2500 دينار (800 دولار تقريبا) و10 آلاف دينار (3300 دولار) في حال إحداث الفوضى على المدرجات أو شتم حكم أو الاعتداء عليه بالعنف.
ورفع الترجي التونسي اعتراضا على نتيجة التعادل (1 ـ 1) التي حسمها لقاؤه أمام الأولمبي الباجي الأربعاء الماضي بملعب رادس، مطالبا بالحصول على 3 نقاط وإضافة نقطتين لرصيده.
الترجي والأفريقي يثيران أزمة
وفي ملف شكواه للاعتراض على نتيجة المباراة، قال مسؤولو الترجي إن لاعبا من الأولمبي الباجي تلقى بطاقة صفراء ولم يسوّ النادي الخطية المالية في الآجال المحددة وهو ما يستوجب منح نقاط الفوز للترجي.
وينتظر أن تنظر اليوم الثلاثاء رابطة الدوري في ملف شكوى الترجي وتحسم أمر المباراة ومآلها فيما لا تزال الانتقادات متهاطلة حول استفحال عدوى الاعتراضات لأسباب اعتبرها كثيرون تافهة.
ويرى متابعون أن رابطة الدوري مطالبة بوقف نزيف الاعتراضات بسبب عدم تسوية ملفات خطايا لا تتعدى قيمتها بضعة دولارات.
وبدوره طعن الأفريقي في نتيجة التعادل أمام اتحاد بن قردان الأحد الماضي (0 ـ0) في الجولة 16 من الدوري.
وفشل الأفريقي في الفوز والارتقاء لصدارة الترتيب لكن مجلس الإدارة أرسل ملفا للاعتراض على نتيجة المباراة والطعن في حضور أيمن شندول نائب رئيس اتحاد بن قردان والحال أنه تعرض لعقوبة الإيقاف لمباراتين إثر تهجمه على الحكم في مباراة سابقة.
وعزز الأفريقي شكواه بأن مسؤول اتحاد بن قردان لم يقم بخلاص خطية تم فرضها عليه بقيمة 5000 دينار (1600 دينار تقريبا)، وطالب بنقاط الفوز فيما ستنظر الرابطة في الملف بداية الأسبوع المقبل على أقصى تقدير.
ووجهت عديد الأطراف انتقادات لاذعة للأندية ولرابطة الدوري واتحاد الكرة مطالبة بوقف النزيف باعتبار أن مصداقية المسابقة أضحت على المحك.
ومن جانبه، رد اتحاد بن قردان على اعتراض الأفريقي بشكوى مضادة قال فيها إنه يطالب بنقاط المباراة بسبب عدم خلاص مبلغ خطية للاعب علي يوسف من الأفريقي في آجالها.
وردا على الانتقادات، قال نائب رئيس الترجي التونسي رياض بالنور في تصريحات لوسائل إعلام خلال حضوره انتخابات اتحاد الكرة: "لماذا يعيب علينا مسؤولو بعض الأندية تقديم اعتراض في حين كانوا سباقين إلى ذلك وكسبوا نقاطا خارج الملعب".
وتابع: "إذا كان لدينا حق سنأخذه بالقانون، الاعتراضات بدأتها أندية أخرى، وعندما وصلت إلى الترجي تعرضنا للانتقادات، موقفنا واضح وقانوني سنطالب بحقنا".
ووصف كثير من المتابعين ما يحدث في الدوري من "فوضى الاعتراضات" واستفحال ظاهرة الشكاوى والطعون في نتائج حصلت بالفعل على أرض الملعب بأنه "منطق الأثرياء على الضعفاء" باعتبار أن تقديم طعون يستوجب أن يدفع النادي الذي يقدم اعتراضا مبلغا ماليا للرابطة نظير دراسة ملف اعتراضه.
وحتى الجولة 16، تم تغيير نتائج 3 مباريات حتى الآن استفاد منها النادي الأفريقي وترجي جرجيس والنجم الساحلي، في حين يتم دراسة 3 ملفات أخرى.
وتشير بعض المصادر إلى أن هناك شبكة سرية تعمل لفائدة أندية لتسريب وثائق خلاص مبالغ الخطايا وتتولى الأخيرة رفع طعون واعتراضات على ضوء تلك المعلومات.
وحصل الأفريقي وجرجيس والنجم الساحلي على نقاط مباريات لم يحققوا فيها الفوز على أرض الملعب.
وخلال الجولة الأولى من المسابقة ، غيرت الرابطة نتيجتي مباراة الأفريقي واتحاد بن قردان (2 ـ 2) بمنح نقاط الفوز للأول، وفي لقاء ترجي جرجيس والملعب التونسي بمنح النقاط أيضا للأول بعد نهاية المباراة بالتعادل (1 ـ 1).
ويحتل الملعب التونسي صدارة الدوري برصيد 34 نقطة رغم سحب نقطة من رصيده في لقائه أمام ترجي جرجيس، ويليه الأفريقي والاتحاد المنستيري برصيد 33 نقطة.
