ترامب: روسيا حصلت على 1.1 مليار يورو من مبيعات الوقود من الاتحاد الأوروبي بعام واحد
في عالم كرة القدم، حيث تُصنع الأساطير وتُخلّد الأسماء في سجلات التاريخ، يبرز تحدٍ من نوع خاص، تحدٍ يواجه جيلاً جديداً لم يختر قدره، بل وُلد وفي فمه ملعقة من ذهب ومجد.
إنه التحدي الذي يواجه أبناء كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، اللذين لم يعودا مجرد لاعبين، بل ظاهرتين عالميتين.
ومع كل لمسة كرة من كريستيانو جونيور أو تياغو ميسي في أكاديميات الناشئين، يرتفع سقف التوقعات، لكن التاريخ يهمس بقصص تحذيرية عن مصير مرعب ينتظر من يسير في ظل العمالقة.
إن المقابر الكروية مليئة بشواهد لاعبين موهوبين سقطوا تحت وطأة أسمائهم، فالتاريخ القريب والبعيد يقدم لنا نماذج حية لهذا المصير.
بروكلين بيكهام، الابن الأكبر للأيقونة ديفيد بيكهام، اعترف صراحة بأن الضغط كان أكبر من احتماله، فكلما نزل إلى الملعب كان يسمع همسات "إنه ليس بجودة والده"، ليقرر في النهاية هجر كرة القدم تماماً.
أما شقيقه روميو، فعلى الرغم من محاولاته الجادة، فقد كافح في الظل بعيداً عن أضواء النجومية التي عاشها والده قبل أن يترك كرة القدم.
والأمثلة لا تتوقف، فهناك إسحق دروجبا، نجل الأسطورة الإيفوارية ديدييه دروجبا، تنقل بين أندية مغمورة دون أن يترك بصمة تُذكر.
وريفالدينيو، ابن الساحر البرازيلي ريفالدو، خاض مسيرة احترافية شاقة متنقلاً بين عشرات الأندية في دوريات مختلفة، ورغم بعض اللمحات، فإنه ظل بعيداً كل البعد عن مقارنته بوالده الفائز بالكرة الذهبية.
بل إن المصير قد يكون أكثر قتامة، إدينيو، ابن الجوهرة بيليه، لم يعانِ من المقارنة المستحيلة مع أعظم لاعب في التاريخ فحسب، بل انحرفت مسيرته بشكل مأساوي، حيث قضى سنوات في السجن بعد إدانته بقضايا غسيل أموال، لتتحول مسيرته من حلم حراسة مرمى سانتوس إلى كابوس خلف القضبان.
ودييغو سيناجرا، الذي قضى سنوات طويلة ليحصل على اعتراف والده الأسطورة دييغو مارادونا، عاش مسيرة متواضعة في الدرجات الدنيا، ليثبت أن جينات "اليد الذهبية" لا تضمن تذكرة المجد.
هذه النماذج المرعبة تمثل قصصاً تحذيرية، لكنها قد تبدو باهتة أمام ما يواجهه أبناء ميسي ورونالدو، فالتحدي الذي يواجه هذا الجيل ليس مجرد ضغط اسم العائلة، بل هو "أخطر تحدٍ" على الإطلاق، لأنه يتشكل في عصر مختلف كلياً.
يكمن الخطر الحقيقي في أن كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي ليسا مجرد أساطير كروية مثل بيليه ومارادونا، بل هما علامتان تجاريتان عالميتان.
كل خطوة لهما ولعائلتيهما يتم تحليلها وتداولها عبر ملايين الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي في لحظتها.
كريستيانو جونيور وتياغو ميسي لا يُقارنان بآبائهما في أحاديث المقاهي فقط، بل تتم مقارنتهما في بث حي ومباشر عبر "يوتيوب" و"تيك توك" و"انستغرام".
كل هدف يسجله كريستيانو جونيور في أكاديمية النصر، وكل مهارة يظهرها تياغو في أكاديمية إنتر ميامي، تتحول إلى "تريند" عالمي، مصحوبة بعناوين مثل "الابن على خطى أبيه" أو "هل يكون الوريث الشرعي؟".
هذا الضجيج الرقمي يخلق فقاعة من التوقعات غير الواقعية، ويضع على أكتاف أطفال لم يبلغوا الحلم بعد، حملاً نفسياً لم يواجهه أي من أبناء بيكهام أو دروجبا بنفس الشراسة.
إن مصير أبناء الجيل السابق كان يتحدد داخل الملعب وأمام أعين النقاد، أما مصير أبناء ميسي ورونالدو فيتشكل الآن، في كل لحظة، أمام محكمة جماهيرية عالمية قوامها مئات الملايين من المتابعين.
هذا هو التحدي الأخطر: القدرة على بناء شخصية كروية مستقلة في ظل ضجيج إعلامي ورقمي لا يرحم، يرى فيهم مجرد امتداد لمشروع الأب الأسطورة.
مهمة رونالدو وميسي الآن لا تقتصر على حماية ابنيهما من ضغط المقارنة الفنية، بل حمايتهما من وحش المجد الزائف الذي تصنعه السوشيال ميديا.
فالفشل في هذا التحدي لن يؤدي فقط إلى مسيرة كروية متعثرة، بل قد يقود إلى مصير مرعب من الضياع النفسي تحت أنقاض إرث هو الأثقل في تاريخ كرة القدم.