لم تكن أصداء الفرح مقتصرة على لشبونة وميونخ فحسب، بل امتدت آلاف الكيلومترات لتصل إلى الرياض، حيث تابع جمهور نادي النصر السعودي بشغف وترقب كبيرين فوز نجمهم الأول، كريستيانو رونالدو، بلقب دوري الأمم الأوروبية مع منتخب بلاده البرتغال.
هذا التتويج، الذي جاء في وقت حاسم، لا يمثل مجرد إنجاز شخصي لـ"الدون"، بل يبدو أنه كان المفتاح الذي حسم "عقدة" ملف تجديد عقده مع "العالمي"، والذي ظل حديث الشارع الرياضي طوال الفترة الماضية.
التركيز أولا.. هل كان سر التأخير؟
طرحت جماهير النصر العديد من التساؤلات حول تأخر الإعلان الرسمي عن تجديد عقد رونالدو، الذي ينتهي نظرياً في صيف 2025، لكن بالنظر إلى عقلية رونالدو الاحترافية، يمكن تفسير هذا التأخير.
من المرجح أن "الدون"، الذي يضع الألقاب نصب عينيه دائماً، أراد تأجيل كل المحادثات الحاسمة بشأن مستقبله للتركيز بشكل كامل على مهمته الوطنية.
فخوض بطولة قارية كبرى يتطلب صفاءً ذهنياً مطلقاً، وربما رأى رونالدو أن حسم مستقبله قد يكون تشتيتاً لا يرغب فيه قبل معركة أوروبية بهذا الحجم.
دفعة معنوية لكسر "جفاف" البطولات
على الرغم من أرقامه التهديفية الخارقة مع النصر، إلا أن الموسم الماضي انتهى دون أن يحقق رونالدو اللقب الأهم وهو دوري روشن للمحترفين، بالنسبة للاعب اعتاد على اعتلاء منصات التتويج، قد يكون هذا "الجفاف" النسبي محبطاً.
هنا يأتي دور لقب دوري الأمم الأوروبية كعامل نفسي حاسم، لقد كسر رونالدو حاجز الابتعاد عن الذهب وأشبع جزءاً من تعطشه الدائم للبطولات، هذا الفوز يعيد شحن طاقته المعنوية ويجدد ثقته بقدرته على حصد الألقاب، وقد يكون هو الدافع الذي يحتاجه ليؤكد التزامه بموسم آخر مع النصر، مسلحاً بروح البطل المتوج حديثاً.
تأكيد البقاء ينهي الجدل
وما زاد من قيمة هذا الانتصار بالنسبة لجماهير النصر، هو ما تناقلته العديد من وسائل الإعلام من تصريحات منسوبة لرونالدو مباشرة بعد التتويج باللقب.
ففي خضم فرحته الأوروبية، أكد النجم البرتغالي حسب ما تم تداوله على استمراريته مع ناديه النصر، قاطعاً بذلك كل الشكوك ومبدداً حالة القلق التي سيطرت على المشجعين. هذه التصريحات، إن صحت بشكل كامل، تربط بشكل مباشر بين لحظة الانتصار القاري وحسم مستقبله في الرياض، لتؤكد أن سعادته ورغبته في تحقيق المزيد من النجاحات تمتد لتشمل مشروعه مع "العالمي".
استقبال بطل.. لا مجرد أسطورة
بهذا التأكيد، سيستفيد "العالمي" بشكل مضاعف من الحالة الفنية والذهنية التي سيعود بها رونالدو؛ إذ لن يستقبل النادي مجرد لاعب أسطوري، بل سيستقبل بطلاً أوروبياً حالياً حسم مستقبله للتو، قائداً رفع كأساً غالية قبل أسابيع قليلة من انطلاق الموسم الجديد.
هذه الحالة من الثقة والنشوة واليقين ستنعكس إيجاباً على أدائه وتحضيراته، كما سترفع من معنويات الفريق بأكمله. وجود بطل متوج أكد بقاءه يمثل إلهاماً كبيراً ويرفع سقف الطموحات لتحقيق الألقاب المحلية والآسيوية.
أخيراً، أثبت هذا اللقب وتصريحات ما بعده أن شهية رونالدو للفوز لا تزال مفتوحة، الفوز باللقب الثالث مع البرتغال لن يجعله يشعر بالشبع، بل فتح شهيته لتحقيق المزيد مع النصر.
سيصل رونالدو إلى الرياض وهو يفكر في التحدي التالي، قيادة الفريق للعودة إلى منصة التتويج بدوري روشن والمنافسة بقوة على لقب دوري أبطال آسيا 2.
هذا التتويج لم يكن نهاية القصة، بل هو وقود إضافي لمحرك لا يهدأ، وهو ما سيصب في مصلحة مشروع النصر الطامح للسيطرة على الألقاب في الفترة القادمة.