بينما تنتظر جماهير النصر في ملعب "الأول بارك" استمرار عزف سيمفونية الانتصارات، يبدو أن هناك مخططا آخر يُطبخ على نار هادئة في عقل الثعلب اليوناني جورجيس دونيس، مدرب فريق الخليج.
مدرب الخليج، الذي يعرف خبايا الكرة السعودية جيدا، لا يأتي إلى الرياض للنزهة، بل يحمل في جعبته فخا يونانيا محكما، وتشير الكواليس والتصريحات التي سبقت اللقاء إلى أن دونيس جهز 4 عقبات رئيسة لخنق النصر في عقر دارهP ما يجعل ليلة جورجي جيسوس محفوفة بالمخاطر.
ونستعرض في التقرير الآتي الألغام الأربعة التي يخشى النصر أن تنفجر في وجه طموحاته:
1- كابوس السقوط الأول وكسر العظم
لعل أكثر ما يرعب الجهاز الفني للنصر ليس مجرد خسارة 3 نقاط، بل التبعات النفسية لما يمكن تسميته بالسقوط الأول الحقيقي في هذه المرحلة الحساسة.
النصر يعيش انتصارات متصاعدة منذ بداية الموسم (محليا وقاريا) تحت قيادة جيسوس وأي تعثر أمام فريق وسط مثل الخليج سيمثل كسرا لهذا الإيقاع.
يدرك دونيس أن إيقاف هذه العجلة الآن قد يُدخل النصر في دوامة شك، ويجر خلفه خيبات أخرى قد تعصف باستقرار الفريق الذي بدأ يتشكل مؤخرا. الرهان هنا ليس فنيا فقط، بل معنوي؛ فهل يصمد النصر أم يسقط في فخ الثقة المفرطة؟
2- سلاح اللعب بلا ضغوط.. القاتل الصامت
يدخل الخليج المباراة بمعادلة مريحة ومرعبة للخصم في آن واحد، الخسارة متوقعة، والفوز إنجاز بطولي، هذا السلاح النفسي يمنح لاعبي دونيس حرية الحركة والجرأة التي يفتقدها اللاعب المطالب بالفوز ولا شيء غيره.
الضغوط كلها ملقاة على أكتاف رونالدو ورفاقه المطالبين بملاحقة الصدارة وعدم التفريط في أي نقطة، بينما سيلعب الخليج بأعصاب باردة، وهو المناخ المثالي الذي يعشقه دونيس لإحداث المفاجآت واصطياد الكبار وهم تحت التوتر.
3- المباغتة التكتيكية وتغيير الجلد
تشير القراءات الفنية إلى أن دونيس لن يعتمد على أسلوبه المعتاد والمكشوف. الفخ اليوناني يعتمد في جوهره على عنصر المفاجأة؛ إذ يخطط مدرب الخليج لتغيير أسلوب اللعب بشكل جذري لمباغتة النصر الذي اعتاد تحضير مبارياته بناءً على الفيديوهات السابقة.
الحديث يدور عن كثافة عددية غير متوقعة في مناطق العمق، وتحولات سريعة تضرب خطط جيسوس في مقتل قبل أن يستوعب اللاعبون شكل الخصم الجديد داخل الملعب.
4- الثغرة القاتلة: ظهر الدفاع المكشوف
النقطة الرابعة والأخطر، هي اللعب على الجرح المفتوح في جسد النصر، الإحصائيات لا تكذب؛ فالدفاع النصراوي، رغم القوة الهجومية الضاربة للفريق، عجز عن الخروج بشباك نظيفة محليا في آخر 3 مباريات.
هذا العجز الدفاعي، المقترن بتقدم الخطوط المبالغ فيه أحيانا للمساندة الهجومية، يخلق مساحات شاسعة في الخلف يسال لها لعاب مهاجمي الخليج.
دونيس يجهز خطة لاستغلال هذه المساحات تحديدا خلف الأظهرة وقلبي الدفاع، في رهان صريح على أن دفاع النصر الهش لن يصمد أمام المرتدات الخاطفة إذا ما طال وقت المباراة دون حسم.