بدأ تشابي ألونسو أولى خطواته الجريئة مع ريال مدريد بقرار غير متوقع، بعدما أبقى النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور على دكة البدلاء في مواجهة ريال أوفييدو، لحساب الجولة الثانية من الدوري الإسباني.
وأثار القرار موجة واسعة من الجدل، خاصة أنه جاء في وقت مبكر جدًا من الموسم، وبدا كرسالة مباشرة من المدرب الباسكي إلى نجوم الفريق بأن لا أحد يضمن مكانه في التشكيلة الأساسية.
قبل ساعة من انطلاق المباراة على ملعب كارلوس تارتيري، انتشرت الأنباء عن غياب فينيسيوس عن التشكيلة الأساسية، ليحل مواطنه رودريغو بديلًا عنه في الخط الهجومي، وهو ما أكده قرار ألونسو بإعلان التشكيلة.
المفاجأة لم تتوقف عند هذا الحد، حيث قرر ألونسو الدفع بالموهبة الأرجنتينية فرانكو ماستانتونوو، البالغ من العمر 18 عامًا، ليشارك لأول مرة كأساسي بقميص الملكي.
الأمر ذاته تكرر في خط الوسط، حيث استمر الرهان على التركي أردا غولر الذي بدأ يفرض نفسه كلاعب أساسي في خطط المدرب الشاب.
أما الدفاع، فشهد عودة داني كارفاخال وأنطونيو روديغر لإضفاء المزيد من الخبرة، بينما جلس كل من ترينت ألكسندر-أرنولد وإيدر ميليتاو على الدكة، في إشارة واضحة إلى أن ألونسو ينوي الاعتماد على نظام التدوير منذ انطلاق المنافسة.
الحديث عن إبعاد فينيسيوس لم يتوقف عند الجانب الفني فقط.. تقارير صحفية في يوليو وأغسطس الماضيين كشفت عن وجود خلافات في مفاوضات تجديد عقد اللاعب، بعدما طالب محيطه براتب أكبر، وهو ما تسبب في حالة من التوتر مع الإدارة.
ألونسو شدد في مؤتمره الصحفي قبل اللقاء على أن "التشكيلة قراري حصريًا ومطلقًا"، لكن قراره الأخير فُسر على نطاق واسع باعتباره رسالة قوية للاعب البرازيلي، وإنذارًا مبكرًا لكل نجوم غرفة الملابس بأن الانضباط والالتزام شرط أساسي للبقاء في التشكيل.
المحلل المصري محمد أبو تريكة أكد أن ما قام به ألونسو يعكس شخصية المدرب القوي.
وقال أبو تريكة في تصريحات لشبكة "بي إن سبورتس": "أخبر ألونسو الجميع قبل بداية الموسم أنه لا يوجد لاعب يضمن مركزه.. فينيسيوس لم يقدم الأداء المقبول أمام أوساسونا، ومع تشابي أداء كل لاعب هو من يحدد مشاركته".
وأضاف: "ألونسو ينتظر الأفضل من الجميع، وهؤلاء اللاعبون يجب مطاردتهم بالعصا. ريال مدريد يمتلك عددًا كبيرًا من النجوم، ولا مجال للتراخي أو التخاذل. الرسالة أن النادي لا يقف على أي لاعب".
واختتم أبو تريكة: "ألونسو مدرب صاحب شخصية، لا يستمع لأحد ولا يتأثر بقرار الرئيس، يريد نظامًا يُطبق على الجميع".
المغربي يوسف شيبو اعتبر أن قرار المدرب الإسباني يمثل اختلافًا واضحًا عن أسلوب كارلو أنشيلوتي مدرب الفريق السابق.
وقال: "أنشيلوتي كان لا يحب المشاكل ويسعى لترضية النجوم، أما ألونسو فيريد فرض شخصيته.. عندما يجلس فينيسيوس، يؤكد أنه لا يوجد نجم أول أو أوحد، بل الكلمة الأولى والأخيرة للمدرب".
وتابع: "لو نجح ألونسو في إقناع المهاجمين بأداء الأدوار الدفاعية، سيقدم ريال مدريد موسمًا هائلًا. هذه كانت نقطة ضعف الفريق في عهد أنشيلوتي".
قرار استبعاد فينيسيوس لم يكن معزولًا عن أدائه الأخير، فقد قدم مستوى متواضعًا أمام أوساسونا في الجولة الافتتاحية.
النجم البرازيلي بدا بعيدًا عن مستواه المعروف، وهو ما جعل ألونسو يستغل الظرف ليثبت قاعدة أن الأداء وحده هو ما يضمن المشاركة.