مع اقتراب انطلاق موسم 2025-2026، وضعت جماهير برشلونة الإسباني آمالاً عريضة على استغلال شهور الصيف في تدعيم صفوف الفريق تحت قيادة المدرب الألماني هانز فليك.
ولكن يبدو أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، فبدلاً من الاستقرار، وجد النادي نفسه غارقًا في سلسلة من الأزمات المعقدة التي تنذر بموسم صعب قبل أن يبدأ حتى، ويمكن تلخيصها في 5 مصائب رئيسة.
1. أزمة مارك تير شتيغن.. من صمام الأمان إلى مصدر قلق
لم يعد مارك أندريه تير شتيغن هو الحارس الأمين الذي اعتادت عليه الجماهير، فبعد خضوعه لعملية جراحية أبعدته عن الملاعب لفترة، وجد نفسه بعيدًا عن الحسابات بعد تألق الحارس البولندي فيوتشيك تشيزني.
هذا الوضع الفني المعقَّد، بالإضافة إلى راتبه المرتفع، تحول إلى أزمة إدارية، حيث أصبحت تصرفاته بمثابة عائق أمام تسجيل الحارس الشاب جوان غارسيا بسبب قواعد اللعب المالي النظيف.
وهكذا، تحول الحارس الأول سابقاً إلى مصدر أزمة يهدد مستقبل حراسة مرمى الفريق.
2. كابوس تسجيل اللاعبين الذي لا ينتهي
تستمر الأزمة المالية في إلقاء ظلالها القاتمة على النادي، خاصة المشكلة الأبرز التي تتمثل بعدم القدرة على تسجيل اللاعبين الجدد.
حتى هذه اللحظة، لم يتمكن برشلونة من تأمين تسجيل الوافد الجديد الحارس جوان غارسيا، والصفقة المدوية التي أبرمها النادي بالتعاقد مع النجم الإنجليزي ماركوس راشفورد.
وجود لاعب بحجم راشفورد على الورق فقط دون القدرة على الاستفادة منه في الملعب يمثل ضربة قاصمة لخطط فليك، ويعكس شللاً إدارياً قد يحرم الفريق من أهم أسلحته.
3. رحيل إينيغو مارتينيز.. خسارة كبيرة في وقت حرج
بعد موسمين قضاهما في صفوف الفريق، حزم المدافع إنييغو مارتينيز حقائبه بشكل مفاجئ متجهاً إلى نادي النصر السعودي.
رحيل مارتينيز لم يكن قراراً فنياً بحتاً، بل جاء نتيجة للضغوط المالية التي أجبرت الإدارة على التضحية بأحد لاعبي الخبرة في الخط الخلفي.
هذا القرار لا يضعف فقط عمق الفريق الدفاعي، بل يترك فراغاً في غرفة الملابس ويؤكد مجدداً أن الأزمة الاقتصادية لا تزال هي من يحدد مسار المشروع الرياضي للنادي.
4. شرخ في غرفة الملابس.. أزمة غافي وفيرمين
بعيداً عن المستطيل الأخضر، ظهرت أزمة من نوع آخر تهدد استقرار غرفة الملابس. تقارير صحفية إسبانية تحدثت عن خلافات حادة نشبت بين ثنائي الوسط الشاب، جافي وفيرمين لوبيز، بسبب فتاة.
هذه المشاكل الشخصية، إن صحت، قد تلقي بظلالها على العلاقة بين اللاعبين داخل الملعب وتؤثر على الانسجام في خط الوسط، وهو ما يمثل صداعاً جديداً في رأس فليك الذي يحتاج إلى فريق متكاتف ومترابط لتحقيق النجاح.
5. جرح الأظهرة الذي لم يندمل
وكالعادة، يظل مركز الظهير هو الثغرة المزمنة في جسد الفريق. طوال الصيف، ارتبط اسم برشلونة بالعديد من اللاعبين المميزين مثل أليخاندرو غريمالدو، ودينزل دومفريس، لكن لم تتحول أي من هذه المفاوضات إلى واقع ملموس.
عجز الإدارة عن حسم هذا الملف يعني أن الفريق سيدخل الموسم الجديد بنفس المشكلة القديمة، مما سيجبر المدرب على إيجاد حلول ترقيعية قد تضعف المنظومة ككل وتحد من فاعلية خططه الهجومية.
في المحصلة، يجد فليك نفسه في مواجهة عواصف متعددة قبل أن تبدأ معاركه الرسمية. المشاكل ليست فنية فقط، بل إدارية ومالية وشخصية، مما يجعل مهمته شبه مستحيلة، ويضع مستقبل موسم برشلونة بأكمله على المحك.