بينما تتجه الأنظار، مساء اليوم الأحد، صوب ملعب "الأول بارك"، لا يبدو أن النصر يبحث فقط عن النقاط الثلاث التقليدية أمام ضيفه الخليج، "العالمي" الذي يعتلي صدارة دوري روشن بالعلامة الكاملة (24 نقطة من 8 مباريات)؛ إذ يدرك جيدا أن هذه المواجهة ليست مجرد محطة عابرة، بل هي اختبار للنفس الطويل، ورسالة شديدة اللهجة للمنافسين بأن قطار الصدارة لن يتوقف.
التعثر اليوم، ولو بالتعادل، قد لا يزيح النصر عن الصدارة فورا، لكنه سيمثل كارثة نفسية بكسر سلسلة الانتصارات المتتالية وفتح باب الأمل للملاحقين المتربصين. ولذلك، تبدو كتيبة الأصفر مجهزة بأسلحة فتاكة لتقديم ليلة قد تكون قاسية على الضيوف.
إليكم 5 عوامل تجعلنا نتوقع انتفاضة مرعبة للنصر الليلة:
1. عودة الدون الجائع
لعل الخبر الأسوأ لدفاعات الخليج هو عودة الأسطورة كريستيانو رونالدو بعد طرده أثناء لعبه مع المنتخب البرتغالي، رونالدو لا يحب أن يمر الكثير من الوقت دون تسجيل، وعودته دائما ما تكون مصحوبة برغبة انتقامية كروية لتعويض ما فاته.
"صاروخ ماديرا" لا يريد فقط المشاركة، بل سيبحث عن زيارة الشباك لتعزيز أرقامه والرد على المشككين، ووجوده في الصندوق يمنح زملاءه ثقة مضاعفة ويربك حسابات أي خط دفاع.
2. الرعب الهجومي.. 26 هدفًا لا تكذب
بلغة الأرقام، النصر هو الغول الهجومي للدوري هذا الموسم. تسجيل 26 هدفا في 8 مباريات بمعدل يتجاوز 3 أهداف في المباراة الواحدة هو رقم مرعب. هذه الغزارة التهديفية تعني أن الفريق يمتلك حلولا متنوعة، سواء من العمق أو الأطراف أو الكرات الثابتة.. الخليج سيواجه منظومة لا ترحم، وأي خطأ بسيط في التمركز قد يكلفهم هدفا مبكرا يفتح السد لطوفان من الهجمات.
3. غياب الخطر الوحيد في الدانة
كرة القدم لعبة تفاصيل، وتفصيلة اليوم تصب بوضوح في صالح النصر، الخليج يدخل اللقاء منقوصا من أخطر أسلحته، الهداف النرويجي جوشوا كينغ (10 أهداف)، بسبب الإصابة. غياب كينغ يعني عمليا شللًا في منظومة الهجمات المرتدة التي كان يعول عليها الضيوف؛ ما سيمنح دفاع النصر ووسطه أريحية كبيرة للتقدم للأمام ومحاصرة الخليج في نصف ملعبهم دون خوف حقيقي من لدغات مرتدة؛ ما يحول المباراة إلى اتجاه واحد.
4. لعنة الأول بارك والجمهور
اللعب في معقل النصر ليس نزهة لأي فريق، الحضور الجماهيري المتوقع، والدعم الصاخب طوال الـ 90 دقيقة، يشكل ضغطا هائلا على لاعبي الخصم ويدفع لاعبي النصر لتقديم أقصى طاقة لديهم. النصر استطاع تحويل ملعبه إلى حصن منيع هذا الموسم، والرغبة في الاحتفال مع الجماهير بفوز تاسع على التوالي ستكون وقودا إضافيا لا يستهان به.
5. هاجس العلامة الكاملة وتوسيع الفارق
الفريق يعيش حالة من الاستقرار الفني والنشوة بالنتائج المثالية (8 انتصارات متتالية). اللاعبون والمدرب يدركون أن الحفاظ على الصفر في خانة التعادلات والهزائم هو سلاح نفسي يرهب المنافسين.
الرغبة في التأكيد على العودة من التوقف بسجل ناصع البياض تجعل من التهاون في مباراة اليوم أمرا محرما، بل ستدفعهم لحسم الأمور مبكرا لتجنب أي مفاجآت في الدقائق الأخيرة.