يمثل جسد النجم الإنجليزي ماركوس راشفورد لوحة فنية مفتوحة، تحكي سيرته الذاتية بلغة الوشوم؛ فكل نقش على بشرته يروي فصلًا من فصول مسيرته الكروية، وجذوره العائلية، وقناعاته الشخصية، وحتى نضاله الاجتماعي.
ورغم تحفظات والدته ميلاني على شغفه بالرسم على الجسد، إلا أن مهاجم برشلونة الجديد يُصر على تحويل جسده إلى "سيرة ذاتية مرئية".
الوشم الأول: في حوار خاص مع غاري نيفيل، كشف راشفورد عن دلالات أبرز وشومه، بدءًا من النقش على فخذه الأيسر المُكرس لذكرى أفراد عائلته الأكثر تأثيرًا في حياته.
الوشم الثاني: بينما يزيّن فخذه الأيمن خريطة للأحياء التي عاش فيها برفقة والدته وجدته، اللتين شكّلتا عالم طفولته.
أما أكثر الوشوم عاطفيةً فهو ذلك الموجود على ظهره: صورة لطفل يلعب بكرة تحت شجرة، مستوحاة من ذكرياته في حيّي "نورثرن مور" و"ويثينشو" بمانشستر، حيث ترعرع، وقاد حملة إطعام الأطفال خلال جائحة كورونا عبر جمعيته الخيرية.
الوشم الثالث: وعلى ضلعه الأيسر، يحمل تصميمًا تجريديًا يرمز لمرور الزمن، وتطوره الشخصي، والمهني.
الوشم الرابع: في موقع بارز من جسده، خلد راشفورد الأرقام التي ارتبطت به في "أولد ترافورد": 39، 19، و10، وهي القمصان التي ارتداها مع "الشياطين الحمر".
الوشم الخامس: نقش على ظهره مبنى مركز "كليف" التدريبي، إلى جانب الكرة الشباكية التي سجلها في أول مباراة رسمية مع الفريق الأول، كتذكير دائم بانطلاقته المتألقة.
الوشم السادس: لا يخفي راشفورد تمسكه بإيمانه الديني، وهو ما تجسد في الاقتباس المكتوب على صدره الأيمن: "لَا أَحَدَ يَسْتَطِيعُ الحُكْمَ عَلَيَّ إِلَّا اللهُ. الحُزْنُ يُوجَدُ لِلسَّعَادَةِ، وَالغِيَابُ يُقَدِّرُ الحُضُورَ. اللهُ يَضَعُكَ عَلَى دَرْبِ الحَيَاةِ، فَأَثِقُ وَأُؤْمِنُ وَأَتَذَكَّرُ أَنَّ كُلَّ الطُّرُقِ الصَّعْبَةِ تَقُودُنِي إِلَى أَجْمَلِ وَجْهَةٍ".
الوشم السابع: كذلك يُبرز جسده التزامه بمكافحة العنصرية؛ ففي إشارة لقصة التضامن الأسطورية، يحمل وشمًا يخلد لحظة رفع العدّاءين تومي سميث، وجون كارلوس، قبضتيهما المُكتسَبتين بالقفازات السوداء في أولمبياد مكسيكو 1968، احتجاجًا على اضطهاد السود.
الوشم الثامن: كما تظهر على ظهره وجوه 4 أيقونات نضالية: نيلسون مانديلا، مالكوم إكس، محمد علي كلاي، وبوب مارلي.
اليوم، تحول جلد راشفورد إلى أرشيف حي يحفظ انتصاراته وقيمه. وإذا ما اكتمل انتقاله إلى برشلونة، فلن يُفاجأ الجمهور بوشم جديد يوثق الفصل الإسباني من مسيرته. فكما قال بنفسه: "الوشوم تُخلّد ما لا يُنسى".
