يبحث مشرّعو قوانين كرة القدم عن اتخاذ خطوة جذرية قد تُحدث تغييرًا كبيرًا في اللعبة، حيث تدرس اللجنة الدولية لكرة القدم (IFAB) مقترحًا لإلغاء إمكانية متابعة ركلات الجزاء المرتدة، وهو تعديل قد يدخل حيّز التنفيذ قبل انطلاق كأس العالم 2026.
بحسب ما نشرته صحيفة The Sun، فإنه بموجب المقترح الجديد، فإن أي ركلة جزاء مهدرة ستُحتسب مباشرة ضربة مرمى، دون منح الفرصة للاعب المُسدّد أو أي لاعب آخر لتسجيل هدف من الارتداد.
هذا يعني أن لحظات أيقونية مثل متابعة هاري كين لركلته المرتدة أمام الدنمارك في نصف نهائي يورو 2020، أو هدف تشابي ألونسو في ريمونتادا ليفربول الأسطورية بنهائي دوري أبطال أوروبا 2005، لن تُحتسب بموجب القواعد الجديدة المقترحة.
وتقوم الفكرة على اعتبار ركلة الجزاء محاولة واحدة قائمة بذاتها، على غرار ركلة الجزاء في رياضة الهوكي.
فبمجرد تنفيذ الركلة، يتوقف اللعب فورًا، إذا دخلت الكرة المرمى، يُحتسب الهدف وتُستأنف المباراة من منتصف الملعب. أما إذا لم تسفر عن هدف، تُحتسب ضربة مرمى لصالح الفريق المدافع، دون ركلات ركنية أو فرص ثانية.
مسؤولو IFAB يرون أن ضربة الجزاء تمنح الفريق المهاجم أفضلية كبيرة بالفعل، وبالتالي السماح بمحاولة ثانية من المرتدات يعد ميزة إضافية غير عادلة، كما أن المقترح الجديد سينهي الجدل حول حالات اقتحام منطقة الجزاء قبل التنفيذ من قبل اللاعبين.
في الوقت الحالي، يُطلب من حراس المرمى إبقاء قدم واحدة على خط المرمى أو خلفه عند تنفيذ ركلة الجزاء، بينما يُسمح للمهاجمين بمتابعة الكرات المرتدة، وهو ما يعتبره البعض "عقوبة مزدوجة" بحق المدافعين.
ويجري النظر في هذا التعديل المحتمل ضمن مراجعة أوسع تهدف إلى تحديث قوانين اللعبة، خاصة مع اقتراب انطلاق بطولة كأس العالم 2026 بنظامها الجديد الذي يضم 48 منتخبًا.
ومن المقرر أن يتم اعتماد أي تغييرات جديدة قبل نهاية شهر فبراير، حتى يتسنى تطبيقها في الوقت المناسب.
حكم الفيديو المساعد
ومن بين المقترحات المطروحة أيضًا توسيع صلاحيات تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR)، حيث تدرس لجنة IFAB السماح بمراجعة لقطات تتعلق بالبطاقات الصفراء الثانية والركلات الركنية، لكن فقط في الحالات التي تتضمن "طردًا غير عادل" أو "خطأ واضحًا"، ويمكن مراجعتها بسرعة دون التسبب في تأخير إضافي لسير المباراة.
وقد أُجريت مناقشات حول هذه التعديلات خلال كأس العالم للأندية الأخيرة التي أُقيمت في الولايات المتحدة، وسط دعم متزايد من بعض الشخصيات البارزة لإجراء إصلاحات كبيرة في قوانين اللعبة.
ورغم أن القرار النهائي لا يزال على بُعد عدة أشهر، فإن الزخم وراء هذه التغييرات يتزايد بسرعة، وقد يشهد عشاق كرة القدم نسخة مختلفة تمامًا من اللعبة مع انطلاق بطولة كأس العالم المقبلة.
