كشفت الملاكمة الإيطالية أنجيلا كاريني عن حجم الإساءات التي تعرضت لها عبر مواقع التواصل منذ نزالاتها في أولمبياد باريس أمام الجزائرية إيمان خليف، مؤكدة أن تلك الحملة "دمّرت مسيرتها الرياضية".
وكانت كاريني قد انسحبت باكية من نزالها الافتتاحي أمام خليف بعد 46 ثانية فقط، مبررة قرارها غير المعتاد بالألم الشديد من اللكمات الأولى لمنافستها.
ومنذ ذلك الحين، تعرضت لعاصفة من الانتقادات والإهانات، وصلت إلى حد وصفها بـ"الجبانة" و"عار المنتخب الإيطالي".
الملاكمة الجزائرية إيمان خليف توجت بالميدالية الذهبية في باريس وسط جدل عالمي بشأن أهليتها وأهلية التايوانية لين يو-تينغ، الفائزة أيضًا بالذهب.
ولكن الاتحاد الدولي للملاكمة، كان قد استبعدهما من بطولة العالم 2023 بدعوى فشل في اختبارات الأهلية، بينما سمحت لهما الأولمبياد بالمشاركة بعد اجتياز قواعد الفحص السابقة.
وأشعل انسحاب كاريني نقاشًا تجاوز حدود الرياضة، وشارك فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني.
الرياضية البالغة من العمر 26 عامًا نشرت يوم الجمعة الماضية مقطع فيديو على إنستغرام، أظهر لقطات من الرسائل المسيئة التي وصلتها، مرفقة بتعليق صوتي تساءلت فيه: "هل تساءل أحدكم كم كان صعبًا أن أواجه هذه الكلمات؟ ماذا تحملت يومًا بعد يوم في صمتي؟ كلمات يلقيها البعض لمجرد التسلية أو لمجاراة الآخرين، لكنها بالنسبة لي جراح غائرة".
كاريني علقت قائلة: "البعض ينسى الماضي بسهولة، لكنني لم أستطع. ذلك الماضي ترك جراحًا في داخلي ما زلت أحاول مداواتها. لقد دمّر مسيرتي التي بنيتها عامًا بعد عام بتضحيات وصبر وشغف، مسيرة قُزّمت وسُخّفت بكلمة أو ضحكة".
وسبق أن حققت اللاعبة الإيطالية فضية في بطولتي العالم وأوروبا عام 2019، لكنها خرجت مبكرًا من أولمبياد طوكيو 2021. وبعد باريس، اختارت العزلة مع أسرتها محاولة إعادة بناء نفسها "قطعة قطعة".
في ديسمبر الماضي، عادت كاريني لتحقق لقبها الإيطالي الثامن وتظفر بذهبية كأس العالم للملاكمة في بولندا.
وأوضحت: "كان دخول الحلبة مجددًا تحديًا صعبًا، لكنه أعاد إليّ جزءًا من ذاتي. كلماتي هذه لن تغيّر العالم، لكنني أدعو الناس للتفكير: كلمة واحدة، إشارة واحدة، يمكن أن تدمّر إنسانًا".