ارتبط تاريخ كرة القدم بلحظات سحرية صنعتها مراوغات استثنائية بقيت راسخة في ذاكرة الجماهير، فقد جسدت مهارة اللاعبين وإبداعهم في أصعب المواقف.
أسماء مثل رونالدينيو، نيمار، زيدان، كريستيانو رونالدو، وميسي، قدموا لحظات خالدة يمكن ملء ساعات من الفيديوهات فيها، وكان أحدث المنضمين إلى هذه القائمة براهيم دياز، نجم ريال مدريد، الذي خطف الأنظار بمراوغة فريدة ضد أتلتيكو مدريد.
لكن هذه ليست مجرد استعادة لأشهر المراوغات، بل تسليط الضوء على تلك التي أصبحت تحمل بصمة خاصة بأصحابها، وتحولت إلى جزء من هويتهم الكروية.
لم يكن هدف براهيم دياز في شباك أتلتيكو مدريد مجرد هدف يمنح ريال مدريد الأفضلية في مواجهة الإياب، بل تحول إلى لقطة أيقونية بسبب ما سبق تسجيله بثوانٍ.
تعرض اللاعب لالتواء حاد في كاحله، لكنه واصل تقدمه بطريقة مذهلة، متجاوزًا خوسيه ماريا خيمينيز بمهارة رائعة قبل أن يسكن الكرة الشباك.
هذه اللقطة، التي باتت تُعرف بـ"التواء الكاحل"، أضافت لمسة جديدة إلى قائمة المراوغات التي تحمل أسماء أصحابها.
في كلاسيكو موسم 1993-1994، واجه روماريو المدافع المخضرم رافا ألكورتا واخترع مراوغة لا تُنسى.
في لحظة، انتقل من وضعية الثبات إلى أقصى سرعة، متلاعبًا بالكرة بلمسة مذهلة جعلت مدافع ريال مدريد عاجزًا عن مجاراته.
لم تكن المراوغة وحدها مثيرة، بل جاءت متبوعة بهدف رائع أكد عبقرية المهاجم البرازيلي.
خلال فترته مع ديبورتيفو لاكورونيا، أذهل دجالمينيا الجماهير بمهاراته الفريدة، ففي مواجهة ريال مدريد، ابتكر مراوغة سحرية حين رفع الكرة فوق نفسه والمدافعين، ممررًا إياها إلى زميله فيكتور، الذي لم يتمكن من التسجيل، لكن المراوغة عُرفت لاحقًا باسم "لامبريتا"، وأصبحت واحدة من أبرز اللقطات في مسيرته.
أتقن زين الدين زيدان تنفيذ "الروليت"، وهي حركة استعراضية يصعب على المدافعين اعتراضها. واحدة من أبرز مراوغاته بهذه الطريقة جاءت ضد بلد الوليد، ورغم أنها لم تنتهِ بهدف، فإنها بقيت محفورة في ذاكرة عشاقه.
كرة القدم تُلعب بكل أجزاء الجسد باستثناء اليدين، لكن بعض اللاعبين استخدموا ظهورهم بطرق غير تقليدية.
رونالدينيو صنع تمريرة بظهره أمام أوساسونا، وكرر كريستيانو الحركة أمام ريال سوسيداد، ليصبح هذا الأسلوب بصمة خاصة لأصحاب المهارات الاستثنائية.
بلمساته السحرية، امتلك أندريس إنييستا ترسانة من المراوغات، لكن "الكروكيتا" كانت توقيعه الخاص. من خلال تمرير الكرة بسرعة بين قدميه، كان قادرًا على الإفلات من أي مدافع بسهولة، مقدمًا لحظات لا تُنسى في مسيرته.
عرف رونالدينيو بابتكاراته الفريدة، لكنه لم يكن الوحيد الذي نفذ "الإلستيكو"، فخلال فترته مع إنتر ميلان، قدّم الظاهرة رونالدو نسخة ساحرة من هذه المراوغة، جعلت الجماهير تتساءل إن كان هناك مدافع قادر على إيقافه.
لم تكن هذه المراوغة الأجمل من حيث الأداء، لكنها دخلت التاريخ بسبب طرافتها.
خلال مواجهة بين ريال مدريد وإشبيلية، تعثر لاعب الوسط توماس غرافسن بطريقة غير متوقعة، لكنه حوّل سقوطه إلى مراوغة غريبة أصبحت تُعرف باسم "غرافيزينا".