في مفارقة قد تبدو غريبة للوهلة الأولى، تحولت إصابة أحد نجوم النادي الأهلي السعودي إلى عامل جذب للعديد من الأندية خارج المملكة، فبدلاً من أن تخفت الأضواء حوله، وجد اللاعب نفسه محط اهتمام أندية من قارات مختلفة.
ففي الوقت الذي يغيب فيه البرازيلي أليكساندر غوميز عن الملاعب، تلقى وكيل أعماله استفسارات جادة من أندية تسعى للظفر بخدماته في فترة الانتقالات الصيفية أبرزها نادي سيسكا موسكو الروسي، بالإضافة إلى فريق مكسيكي بارز وآخر من الدوري البرازيلي، وكلها تطمح في ضم اللاعب رغم الحديث الدائر عن طبيعة إصابته التي وصفها البعض بالمزمنة.
وكان الأهلي تعاقد مع أليكساندر في الموسم الماضي لتدعيم خط وسطه، إلا أن كثرة إصابات اللاعب حالت دون ظهوره بالشكل المنتظر.
ووفقاً لمصادر عرض سيسكا موسكو 5 ملايين يورو للحصول على خدمات أليكساندر خلال موسم الانتقالات الصيفية الجارية.
هذا الاهتمام اللافت يطرح سؤالاً جوهرياً، ما السر وراء تهافت الأندية على لاعب تحوم الشكوك حول مستقبله الجسدي؟
"فرصة ذهبية".. السعر المنخفض يغري المشترين
يكمن السر الأول في السعر المنخفض بشكل استثنائي، ففي عالم كرة القدم، تُعد الإصابات الطويلة بمثابة ضربة قاضية للقيمة السوقية للاعب.
الأندية المهتمة تدرك تماماً أن تكلفة التعاقد مع هذا النجم ستكون أقل كثيرا مما كانت عليه قبل الإصابة.
يمثل هذا الأمر فرصة ذهبية لهذه الأندية، التي قد لا تملك القوة الشرائية، للأندية الكبرى، للحصول على موهبة من الطراز الرفيع بجزء بسيط من قيمتها الحقيقية.
إنها مقامرة محسوبة، حيث ترى هذه الفرق في انخفاض السعر فرصة استثمارية قد تؤتي أكلها أضعافاً مضاعفة في المستقبل القريب.
رهان على المستقبل.. العمر الصغير والإمكانيات الكامنة
العامل الثاني الذي يغري الأندية هو عمر البرازيلي أليكساندر الصغير، فالحديث يدور عن لاعب لا يزال في مقتبل مسيرته الكروية؛ ما يعني أن أمامه سنوات طويلة من العطاء في الملاعب.
هذا العامل، مقترناً بإمكانياته الفنية العالية، يشكل حجر الزاوية في هذا الاهتمام، فقبل تعرضه للإصابة، أظهر اللاعب لمحات فنية وقدرات بدنية جعلته إحدى أبرز المواهب في الدوري السعودي.
هذه الإمكانيات لم تتبخر بسبب الإصابة، الأندية لا تراهن فقط على عودته، بل على إمكانية وصوله إلى قمة مستواه وتألقه لسنوات طويلة بقميصها بفضل صغر سنه التي تمنحه الوقت الكافي لتأهيله وتطويره.
الكلمة الأخيرة للعلم.. الكشف الطبي هو الفيصل
أخيراً، يبقى الكشف الطبي هو الفيصل الحاسم، كل هذه العوامل والمراهنات تظل نظرية حتى يأتي الاختبار الحاسم.
أي نادٍ جاد في ضمه سيشترط إجراء فحص طبي شامل ودقيق لتحديد حالة اللاعب بدقة متناهية، وهذا الفحص لن يقتصر على تقييم الإصابة الحالية، بل سيمتد لتحليل بنيته الجسدية وقدرته على تحمل الضغط العالي للمباريات مستقبلاً.
تؤمن الأندية المهتمة بأن الإصابة الحالية ليست بالضرورة نهاية مسيرة أليكساندر، وأن العلم والتأهيل قادران على إعادته، وإذا جاءت نتائج الفحص الطبي إيجابية وأكدت قدرة اللاعب على العودة الكاملة لممارسة كرة القدم على أعلى مستوى، فإن الأندية لن تتردد لحظة في تحويل عروضها المبدئية إلى عقود رسمية، لتفوز بموهبة كبيرة بسعر لا يقارن.
